أغلِق جوّالك.. المعرفة غريزة!
- بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: "عدالة وفن" لتوفيق الحكيم. دار الشروق "القاهرة":
- البراعة وحدها لا تكفي:
البراعة شرط من شروط الفن، ولكن هل البراعة وحدها يمكن أن تصنّع فنّانًا؟!،..، إنّ الفن هو الشيء الزائد على البراعة، والفنّان هو الذي يَبقى بعد البراعة!.
- الصّعب حقًّا:
إن الصّعب في الأمر حقًّا ليس هو جهل الناس بِقَدْر ما هو فقدان الضمير والشعور بالواجب عند من ليسوا بِجُهَلاء!.
- معنى الخَيَال:
الخَيَال في أعمق معانيه: هو القدرة على تشكيل الحقيقة من العناصر المُتَفرّقة.. تَصَوُّر الأشياء تصوّرًا يُشكّل منها حياة نابضة.. تركيب أجزاء صغيرة متناثرة غير ملاحظة تركيبًا يُبرز خَلْقًا كاملًا للحقيقة،..، الفنّان لا يفعل أكثر من ذلك، ببضعة ألفاظ وألوان وأنغام يستطيع أن يُعيد تركيب حقيقة هذا الوجود الإنساني!.
- البُعْد شرط جمالي:
حقًّا!، ما أجمل الّلحن الذي يأتينا عفوًا من بعيد عبر نافذة الجيران!. هناك دائمًا علاقة بين البُعْد والحجم.. ففي المادّيّات يصغر الحجم مع البُعد، ولكن العكس يحدث في المعنويّات!. إن المعنويّات والرّوحيّات يكبر حجمها مع البُعْد!.
- القراءة صيد:
إن اقتناص أنواع الجمال في الفن كاقتناص أنواع السمك في البحر!، كلٌّ له شَبَكَة خاصة!. فإذا استخدمت شبكة واحدة للجميع أفْلَتَتْ منها أنواع أخرى كثيرة!.
- أغلق جوّالك:
آه ما أجمل الحريّة!، ولو لبضع ساعات!، حريّة التّنقّل دون أن تترك لأحد عنوانك!، حريّة الحركة دون أن يكون في أثرك ساعٍ أو خفير.. الآن أستطيع أن أعيش فنّانًا!.
- غرور الشباب رائع السذاجة:
لقد كنت في ذلك الوقت أؤمن بكل سذاجة الشّابّ الأوّل أني فنّان!. هذا الإيمان ليس بالشيء القليل!، إنه على الأقل كان يمنحنا شعورًا عجيبًا لذيذًا، قلّما تستطيع الحياة أن تُعيده على هذا النّحو في أي مرحلة أخرى من مراحل العمر!.
- العوائق أَدِلّة:
الفن الجيّد لا يجد دائمًا غير العَقَبَات التي تَحُولُ بينه وبين الإقبال!.
- كريم من جيب غيره:
قال: عيبي أني رجل "بحبوح"!، ما في يدي لغيري!. فقلت له باسمًا بلهجة ذات مغزى: وما في يد غيرك؟!.
- المعرفة غريزة:
لعلّي كنت أعرف بالغريزة ما ينفعني كروائيّ ممّا لا نفع لي فيه!. إني ما كنت أطيق ثرثرة المحامين،..، وربما حوار قصير بين شخصيتين تافهتين في نظر المحكمة يُثير في نفسي كل تأمّل وتفكير!.
- جوهر الشعر:
الشعر في جوهره ليس مجرّد ترتيل جميل للغة وصُوَر نعرفها من قبل.. إنه عملية اكتشافنا لعالَم له لغته وصُوَره ونبرته التي تبهرنا، لأننا نحس معها كأننا نسمعها لأوّل مرّة!.
- روايات رديئة:
ليس أكذب من الرّوائي الذي يُفكّر لأشخاصه بعقله هو، ويتكلّم عنهم بلغته هو!.
- التفريق عدل:
إذا كان على الأرض عدل، فإنه يجب التفريق بين مهنة تتحمّل أعباءها ساعات محدودة، ومهنة لا حدود فيها لتبعاتك!،...، بين مهنة تُرتَدَى كالقميص في الصباح وتُخلع عند الظهر، ومهنة كالخاتم النّاريّ يطبع جسمك وشخصك وروحك وضميرك، فلا تخلع عنك صفتك في بيت ولا مكتب، ولا في ليل ولا في نهار!.
- بقي من المُعجزات: السعي والكفاح:
إن الله لن يزيل القبح ولا المرض ولا الظلم ولا الليل عن طريق المُعجزات أو الخوارق، إنما على البشر أن يدرؤوا ما استطاعوا عن أنفسهم الضرر، وعليهم أن يسعوا في سبيل الصحة والجمال، وأن يكافحوا من أجل العدالة والنور!.