أساطير
ياسر
لم أشهد في حياتي ليلة اجتمع فيها كم زاخر وكيف فاخر من الأساطير مثلما اجتمع في "محيط الرعب" ليلة وداع أحد أفضل نجوم الكرة السعودية "ياسر القحطاني"، وربما يستحق كل منهم مقالاً خاصاً للحديث عنه وعما قدمه لكرة القدم وعشاقها من متعة تستحق التقدير والإشادة، وربما نتفق بأنها احتفالية مختلفة عن كل مباريات الاعتزال، فقد كانت ليلة "أساطير ياسر".
"أساطير العالم" يتقدمهم "فان جول" النجم الذي حقق معه "مانشستر يونايتد" اللقب العشرين في آخر مواسم السير "فيرجسون"، وقد لفت نظري حفاظ أساطير أوروبا على رشاقتهم، فقد استمتعنا بالملك "توتي" والمايسترو "بيرلو"، في احتفاظ الفنان الضاحك "رونالدينيو" بمهارته التي أضافت متعة ورونقاً لكرنفال "أساطير ياسر".
"أساطير الوطن" تقدمهم أمهر لاعب عرفته الملاعب "يوسف الثنيان" الذي لا يزال يحتفظ بلمسته، لكنه بسبب العمر فقد لياقته، وأكرر الاعتراف أن مقاطعه القديمة تمثل المتنفس الأجمل كلما شعرت برغبة تغذية بصرية رياضية، ليأتي سارق الأضواء "سامي الجابر" أسطورة أساطير الكرة السعودية الذي ينتهي عنده الكلام وتجف من مدحه الأقلام، ومعهما الشامخ "محمد الدعيع" والأسطورة المستمرة "محمد الشلهوب" ليزينوا مهرجان "أساطير ياسر".
"الأسطورة ياسر" الخليط المثالي للأساطير، حيث مهارة "الثنيان" وكاريزما "سامي" وتحدي "الدعيع" وأخلاق "الشلهوب"، وأعتقد أن الوسط الرياضي بإداراته وإعلامه وجماهيره يتحمل بعض المسؤولية في عدم استمرار "ياسر" متألقاً لسنوات أطول، فقد استعرضت أجمل أهداف "القناص" وأيقنت أنه نجم نادر الوجود لا يشبه إبداعه أحد، كما زادت قناعتي بقدرته على الفوز بجوائز أكثر مثلما يفعل "رونالدو وميسي" بعد تضحيتهما بكل شيء من أجل مواصلة الإبداع وسط معترك تحتدم فيه المنافسة، ولولا ارتباطهما لكانا ضمن "أساطير ياسر".
تغريدة tweet:
لكل منكم لقطة أعجبته في ليلة "أساطير ياسر"، فمنكم من اختار لمحات "الثنيان" أو هدف "سامي" أو تحدي "الدعيع" أو احتفالية "الشلهوب"، وهناك من ركّز على غيرهم من الأساطير العالمية والسعودية، وبعضهم ذهب للحفل الذي تلا المباراة أو الاحتفالية التي سبقتها، بينما لقطتي المفضلة هي تكريم "ياسر" لمسؤول الملابس "الهندي" بالنادي، أتذكر أنني صفقت بحرارة للموقف الإنساني النبيل من النجم الأصيل الذي جعل من التكريم درساً للجميع في تقدير من يستحقون التقدير في الصفوف الخلفية، وعلى منصات تكريم الأساطير نلتقي.