ليلة
مع صابرينا!
في طريقه إلى “صابرينا”، كان الفتى دانيال قد ركب مجموعة من السيارات!. يقف على الطريق، ويلوّح بيده، أكثر السيّارات لم يتوقف له أصحابها، لكنه في النهاية، لقي من يساعده، كل صاحب عَرَبَة أو شاحنة أو سيارة من أي نوع، يسمح له بالركوب لتقريب المسافة، كان مطلباً لدانيال ومدعاة سرور. كانت بعض حكايات الطريق مؤسفة، لكن دانيال يريد الوصول بأية وسيلة!.
- القارئ مثل الفتى دانيال في رواية بيدرو ميرال: “ليلة مع صابرينا”!. في داخل كل قارئ شهوة متوقّدة بفتوّة الشباب، لقضاء ليلة ساخنة لم يسبق له تجريب ملذّاتها بعد!. القارئ بِكْر على طول الخط!. والكُتُب سيّارات!. وكل كاتب سائق!، أو صاحب كوخ!.
- بعض السائقين كرماء، يتوقفون لنا ويسمحون لنا بالصعود، لكنهم لا يوصلوننا إلا إلى آخر نقطة تفصل بين اتجاهنا واتجاههم!. هناك ننزل حيث يحيد طريقهم عن طريقنا، يُكملون طريقهم، بينما نقف نحن ملوّحين لسيّارة أخرى باتجاه طريقنا!.
- أحيانًا، مثل دانيال، يتوجّب عليك أن تخوض بقدميك في وحل، واحمد ربّك إن وقفت الأمور عند القدمين فقط!. أحيانًا يتوجّب عليك أن تقطع بعض المسافات مشيًا، إلى أن تصل إلى محطّة، فإن أضناك المشي صار المكان الذي أنت فيه محطّة أيًّا كان مكانك!.
- في الطريق إلى مُشتهاك، ستضطر للنوم في كوخ، وللسهر في شقّة تُقام فيها بالصدفة حفلة تنكّريّة!. ولسوف تُطرد من المكان ما لم تتنكّر مثلهم!. ليست تجربة سيئة بالضرورة: “أحيانًا يُظهر التّنكّر أكثر ممّا يُخفي”!. الحياة مكتبة!.
- والمكتبة حياة!. سترى العجب. أشياء لم تكن تخطر لك على بال، وأفكار ما كنت تظن أنها ستدور في رأسك!. ستعرف الكثير، ليس كل شيء بالطبع، لكن الكثير!.
- ستتعلّم أشياء طريفة وغريبة، أطرف من اعتبار النساء سؤالك عن أعمارهن قلّة أدب!. وأغرب من لافتة تقول لك: لمَ تضحك؟! ألا تعلم أن المشي هكذا وكأن كل شيء على ما يُرام.. ممنوع؟!.
- ستُجرح، وعلى جسدك مثل وشم ذكرى ترتسم ندوب!. ومثل الفتى دانيال، ستفكّر في الأشخاص الذين صادفتهم خلال الرحلة، وتُصوّرهم في صف طويل الواحد تلو الآخر على طريقة الهنود الحمر!. كل شيء محفور في ذاكرتك، موشوم على حاجبك الأيمن، وفي داخلك رغبة أن يراك من ترجع إليهم مُقبلًا هكذا، مجروحًا حنّكته التجربة وكيلومترات السفر!.