2020-01-01 | 00:46 مقالات

إيموجي!

مشاركة الخبر      

- نقطة الضعف التي استغلّتها تطبيقات وشبكات التواصل فينا، هي الخوف من التريّث، من التلذّذ قليلًا بالتّروّي!.
- صرنا نتواطأ مع الآخرين بقبول تسمية التّروّي: غفلة، والتمهّل: بُطء!.
: في أعماقنا ندري أن ذلك ليس صحيحًا، لكن ولأننا على عَجَلَةٍ من أمرنا، الذي لم نعد ندري ما هو؟!، لا نبحث عن كلمات تصف بدقّة وعمق ما يحدث لنا!.
- التّقنيات الحديثة سرّعَتْ كل شيء!. صرنا بالكاد نخطف النظر على المشهد، بالكاد نلقف الخبر، ويريحنا من أمره إذ تتكدّس فوقه في أقل من دقيقة أخبار أُخرى لا علاقة لها به ولا علاقة لأي منها بأي منها!.
- هكذا نضمن أن صورة مأساوية، أو خبرًا حزينًا، أو حادثة مفجعة، لن تتمكن من الاستحواذ على مشاعرنا أكثر من ثوانٍ معدودة، فنتوهّم بذلك أننا سعداء!.
وكأنّ السعادة هي أن نكون أقلّ تعاسة، ولا شيء آخر!.
- أخطر ما في حاضرنا أن المعلومات صارت ضد العلم!. وأن المعرفة صارت ضد الفهم!. كل ذلك بسبب السرعة، التي تكاد تكون المُخدِّر الأكثر فاعلية، من بين كل أنواع المخدّرات!.
- كل المخدّرات ممنوعة، إلا أخطرها!، مُرحّب به، وتتفاخر به المجتمعات: سرعة “النّت” صارت مقياس مدنيّة وتقدّم وحضارة!.
- نكذب إذ نُعلن خوفنا من التأخّر في السباق، لنُداري بكذبتنا مصيبة أكبر: خوفنا من أن نفهم!.
- نخجل من مصارحة أنفسنا بظنوننا في أن الفهم يجعل من الحياة أثقل عبئًا وأقل مرحًا!.
نطمئن إلى أن السرعة تمنعنا حتى من تأمّل مثل هذا الظن، الذي قد يكون خاطئًا، وأظنه كذلك!.
- الفهم باب المحبة، ولا سعادة في غياب الحب!.
- أن نُصوّر الأشياء، أو نراها في صور، صار أهم بكثير من أن نتصوّرها، أو أن نتأمّل في تصوّرات غيرنا لها!. المسألة لا تحتاج طاقة ولا بطاقة، ضغطة زر ونتلقّى الصورة!.
- لا نحتاج إلى شحذ همّة عقولنا ولا تدوير أفكارنا ولا مُساءلة قلوبنا عن حقيقة النبض تجاه ما يحدث!. ما لنا ولهذه المتاعب!.
- والسرعة تصفّق لنا على هذا التسخيف الذي نقوم به في حياتنا ولحياتنا!. إنها تكسب من وراء ذلك أموالًا طائلة!.
- بعد ذلك كلّه نسأل: لماذا لم نعد نشعر بسعادة حقيقيّة؟!.
- نخاف من غمّ السؤال، وبدلًا من محاولة الإجابة عنه، نركض مسرعين، نفتح العلبة السحريّة، ندخل في الزحام، نضحك بالـ”إيموجي” ونعلن تعاطفنا من خلاله!.
- ومن ترجمات زميلتنا، في تويتر، “أمل ناضرين”: “ديانا هنت: نتسابق للفوز ولكن ما هو الثمن؟ يقودنا تهديد الوقت فنتساءل لمَ نشعر بالخواء بنهاية الأيام المليئة بالحركة؟”!.