توجيهات القروب
حسب ما سمعت من أكثر من زميل بأن متحدثًا رسميًّا لأحد الأندية قام برحلات مكوكية عبر اتصالات مكثفة مع زملاء حرف ورأي وميول، مستغلاً العلاقة الأخوية التي تجمعهم به، طلبًا للمعونة بالوقوف مع الإدارة في قرارها القوي ضد نجم الفريق ولاعبه الأول قبل وبعد المباراة التي خسرها الفريق وأبعدت حظوظه عن المنافسة “مؤقتًا”.
وهو فعل يصعب تصنيفه وإن كنت أجد العذر للإدارة ومتحدثها خوفًا من تأجيج الجماهير وزعزعة الفريق في مرحلة مهمة من المنافسات، لكن من الصعوبة أن أجد مبررًا واحدًا لكافة المنساقين خلف طلبه، خصوصًا من كان رأيه خلاف رأي الإدارة، ففي ذلك قتل لمصداقيته ووأد لقيمة رأيه، فمن شروط صاحب الرأي “الاستقلالية”، فهو بها يحظى باحترام الجميع حتى ممن يخالفونه الرأي والميول، فيكفيه فخرًا أن هذا هو رأيه سواء كان صائبًا أو خاطئًا أو بينهما.
أما من كان يدافع باستماتة عن خطأ ذات اللاعب “الكارثي” في حادثة المطار ويهاجم الآخرين وفجأة ينقلب ضد اللاعب رغم أن فعلته الأخيرة لا يمكن مقارنتها بالأولى، فهي شأن داخلي وقد يحل بين أسوار النادي فقط لأن إدارة النادي تريد ذلك فهو أمر معيب على صاحبه، وهو يخسر ذاته قبل أن يسقط من أعين الآخرين، خصوصًا من يشاطرونه الميول وليس الاعتدال.
في ذات التوجه وبطريقة متفقة في نزع الاستقلالية ومختلفة في مصدر التوجيه ومن بعد اتساع الفارق النقطي بين المتصدر والوصيف، ومع بقاء سبع وعشرين نقطة في المتناول، ولا يمكن لأحدهما الحصول عليها كاملة، وبدلاً من تحفيز فريقهم والشد من أزره ولو بعبارة “نعم تستطيع”، يمارس الإعلام الأصفر اتفاقية عجيبة في البرامج والصحف ومواقع التواصل وبتزامن مريب بمباركة بطولة الدوري للهلال، والتأكيد بأن الأمور حسمت وهو أمر لا يخرج من إطارين أحدهما بعيد خاطئ، وهو أنها قناعات شخصية، والثاني قريب غير منطقي وموجه تحت بند “التخدير”، ومثل هذه التوجيهات لا تأتي إلا من قروبات.
الهاء الرابعة
حبيبتي لو السحر سحر هاروت
ما فرّعت في نجد وأرتجت أبها
حبيبتي لو تلمس جروح بيروت
طابت وغنى المجد وأزهر طربها