ربط المسؤولية بدعم الأندية
لن أحكي عن أهمية المشاركة المجتمعية والدور المناط باللاعبين والأندية كونهم أكثر تسليطاً للأضواء وغياب تفاعلهم بشكل عام وفي أوقات الأزمات على وجه التحديد يمثل سقطة رغم بعض المبادرات، إلا أنها خجولة، فالبون شاسع مقارنة مع لاعبي وأنديه الخارج، ولنا في الأخبار المتداولة عنهم بين حين وآخر وتفاعلهم دروس وعبر.
سألت نفسي هل يعتبر ذلك شعورًا ذاتيًّا تمليه إنسانيته وأخلاقياته وتحتم عليه واجبات ومبادرات، أو أنها بيئة حاضنة تتلقف الجميع وينصهر من خلالها وفق ثقافة مجتمعية تتكئ على قيم ومبادئ تُحتم عليه المبادرة والتواجد والمشاركة الفاعلة دون توجيه أو ممارسات سلوكية تكشف اندماج الفرد في الحياة الاجتماعية، أو أنها قدرة وسطاء ووكلاء لاعبين ودورهم المؤثر في رسم صورة ذهنية والدفع بنجومهم ليشاطروا المجتمع ويقفوا معه في مختلف الظروف الإنسانية، بغض النظر عن التصنيف العرقي والديني، قد يكون جميعها أو أحدها، لكنها بالتأكيد تصيبك بالخجل والحرج من مشاهدتك يومًا بعد الآخر مبادرات وتبرعات مادية ومعنوية للعديد من الرياضيين في مختلف القارات وانعدام وندرة المسؤولية الاجتماعية بين الرياضيين والاتكالية على الدعم الحكومي كما هو الحال مع الأزمة الراهنة.
المبادرات لا تكاد تذكر وإن ظهرت فلا تحظى بالاهتمام الكافي لنأخذ جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية التي أطلقت مبادرة ــ خلك في البيت وازهلها ــ هدفها توفير الاحتياجات الأساسية لأسر المستفيدين من دواء وغذاء ومستلزمات يومية، إلا أن المشاركة لا تزال في بدايتها وخجولة من الرياضيين، فيما اقتصرت مبادرة جمعية إطعام المختصة بتوزيع السلال الغذائية للمساهمة في تخفيف معاناة وتضرر الأسر ذوي الظروف المؤقتة على مشاركة النصر والاتحاد والأهلي والشباب والرائد والفتح والحزم والوحدة، أما البقيه فلا يزال يغط في سبات عميق حتى التضخيم الإعلامي الذي سمعنا وقرأنا عنه للمسؤولية الاجتماعية بالهلال لم نجد لها مكانًا على أرض الواقع وحاجة المجتمع لهم، ويبدو أنها مسؤولية لا تزال حتى الآن خارج الخدمة في مثل تلك الظروف.
المسؤولية الاجتماعية والأعمال التطوعية لابد من تعظيم دورها في الأندية، ولن يتأتى ذلك إلا بإلزام الأندية في تقديم المبادرات وربطها مباشرة باستراتيجية دعم الأندية، شأنها شأن بقية المناشط والفعاليات واحتساب النقاط وفق الأكثر مشاركة والأميز تفاعلاً مع المجتمع.