2020-04-04 | 22:46 مقالات

إفلاس

مشاركة الخبر      

اتخذت شبكة قنوات bein القطرية قراراً مفاجئاً يتمثل بعدم دفع 42 مليون يورو لرابطة الدوري الفرنسي، بداعي توقف المنافسات، علماً أن الشبكة باركت إجراء الرابطة بتعليق المباريات وساندته حرصاً على سلامة الجماهير من الإصابة بفيروس كورونا. واتخذت CANAL PLUS الفرنسية الإجراء ذاته على خلفية قيام المشتركين والمعلنين بالتوقف عن الدفع.
الحال في العالم العربي تمنح الشبكة القطرية المسيطرة على حقوق البث، مجالاً لالتقاط الأنفاس مع غياب التشريعات التي تضمن حق المشاهد في استرداد ما دفعه، ما يمنح BEIN فرصة الحصول على المال من المشتركين وعدم دفع المستحقات المالية لأصحاب حقوق البث في أوروبا، وهذا ما يحدث حالياً من خلال شركات الاتصالات المزودة للخدمة الأرضية، خاصة أنها لم تبادر إلى حماية عملائها بإيقاف الاشتراك والكف عن تحصيل الرسوم الشهرية لصالح الشبكة القطرية.
قنوات BEIN التي مازالت تزود المشاهدين بالبث الفضائي مقابل تحصيل الرسوم عن طريق البطاقات الائتمانية، لم تفكر حتى الآن في التوقف عن خصم ثمن الاشتراك في قنواتها، في إجراء يبرهن أنها لا تضع وزناً للأخلاق في التعامل مع مالك الحقوق والمشاهد معاً، على رغم أن المجال كان متاحاً أمامها للوفاء بتعهدها للرابطة الفرنسية طالما تحصيل رسوم الاشتراكات مستمرًّا في العالم العربي على الأقل.
ما يهمنا أن يعرف المشاهد العربي حقه في استعادة الأموال التي دفعها أثناء توقف المنافسات، وأن يبادر إلى إيقاف الاقتطاع من بطاقته الائتمانية عن طريق الشركات المزودة للخدمة، أو البنوك المصدرة للبطاقات.. ربما لن يكون الأمر مقلقاً بالنسبة لكثير من العرب الذين يرون في مبلغ الاشتراك حملاً خفيفاً، لكن مع مرور الأيام سيجد أغلبهم أن إيقاف الصرف على الرغبات بمثابة الطريق الوحيدة لتلبية الحاجات والتماسك أمام عالم بدأ يتغير اقتصادياً.
ستحاول كثير من الشركات والبنوك أن تفلت من مصير الإفلاس، وهذا لن يتحقق إلا باللجوء إلى محفظة العميل و”تقليب” ما تيسر من الدولارات تحت أي غطاء أو مبرر، ولن يشعر هذا العميل بحاجته إلى ما دفعه إلا بعد أن تتضح الصورة تماماً ويصبح الحصول على المال أمراً صعباً.
لن تدفع الأندية المليارات مجدداً لشراء اللاعبين، لأن الشعوب بدأت تعي الفرق بين الحاجات والرغبات ولن تعيد الغلطة بمنح كرة القدم نصيباً يطغى على الحاجة لمستشفيات ومراكز أبحاث ومصانع دواء، ويبقى أن هناك شعوبًا ذكية استوعبت الدرس، في مقابل أمم تنتظر الإفلاس حتى تستوعب ما يحدث.