الدولة
الأبوية
منذ طفولتي وأنا ومن حولي نسمي “الملك” الذي نحبه وندين له بالولاء “والد الجميع” حيث نشعر بالتعامل الأبوي الذي تحيطنا به القيادة التي وفرت لنا كل ما يحرص الأب على توفيره لأبنائه، كالأمن والتعليم والصحة والسكن والغذاء وغيرها من متطلبات الحياة الأساسية، مع إضافة عدد لا يحصى من الخدمات الضرورية لحياة كريمة توفرها لنا “الدولة الأبوية”.
في كل بيت بالسعودية العظمى يوجد طلاب بمراحل التعليم العام، وقد كان “كورونا” قاسياً على الطلاب الذين قاموا مع معلميهم بعمل رائع بالتأقلم مع “التعلم عن بعد” في تجربة جديدة تتطلب مضاعفة الجهد من الجميع للوصول لنفس نواتج التعلم في الظروف الطبيعية، وقد كان التحدي الأكبر قادمًا مع الامتحانات النهائية في شهر رمضان المبارك، حيث صعوبات الضبط والتقنية وعدالة التقييم وتباين الظروف وغيرها، ولكن المنقذ كان كالمعتاد “الدولة الأبوية”.
كان القرار الحكيم بإلغاء الامتحانات النهائية منقذاً للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات والآباء والأمهات، فالجميع قد قاموا بواجبهم على أكمل وجه حتى تم الانتهاء من المناهج، مثلما قام الجميع في الجامعات بدورهم في إكمال المناهج مع مضاعفة الجهد بالتعليم عن بعد بسبب التكاليف المتنوعة بين البحوث والعروض والواجبات والامتحانات ومتابعة الحضور وغيرها، ثم العمل هذه الأيام على رصد درجات كل ما تقدم لوضع الدرجة أعمال الفصل من 80 لتبقى معضلة الامتحان النهائي من 20 درجة فقط، ولأجل طلاب الجامعات وكل من له علاقة بالتعليم الجامعي أكتب مناشداً صانع القرار لاتخاذ قرار مماثل من “الدولة الأبوية”.
تغريدة tweet:
هناك طلاب لا تسمح ظروفهم بالدخول للإنترنت في الوقت المحدد لإجراء الامتحان النهائي، كما أن مراقبة الطلاب أثناء الامتحان أمر مستحيل، وقد أثبتت تجارب الفترة الماضية أن برامج الامتحانات لا تخلو من بعض الثغرات التي تتسبب أحياناً في قطع الامتحان أو اخراج الطالب أثناء الإجابة، ناهيك عن تزامن كل ذلك مع شهر رمضان المبارك واستمرار الحالة النفسية التي يعيشها الجميع مع جائحة “كورونا”، مع الأخذ بالاعتبار أن كل ذلك من أجل 20 درجة فقط، لذلك أقترح أن يتم منح تلك الدرجة كاملة لجميع الطلاب كمكرمة من “الدولة الأبوية”، ويكتفى بالتباين بين الطلاب في الـ80 درجة للأعمال الفصلية، وعلى منصات الدولة الأبوية نلتقي.