تذكرت
القصيبي
في مثل هذه الأيام قبل عشر سنوات فقد الوطن أحد أفضل المسؤولين والاداريين والشعراء والأدباء والمفكرين، بل إن “غازي القصيبي” من وجهة نظري الخاصة هو الأفضل على الإطلاق، كان يوم وفاته 5 رمضان 1431هـ الموافق 15 أغسطس 2010م، وحينها نذرت قلمي لكتابة مقال سنوي عنه، وكان عليّ أن أختار بين الذكرى الهجرية أو الميلادية، فاخترت الأولى لنكثف الدعاء في رمضان بالرحمة والمغفرة والجنة بإذن الله كلما “تذكرت القصيبي”.
كانت أزمة الخليج قبل ثلاثين عامًا بغزو العراق للكويت أصعب أزمة في تاريخ المنطقة الحديث، وكان المغفور له بإذن الله “غازي القصيبي” سفيراً للسعودية في البحرين، لكنه سخر قلمه لكتابة مقالة يومية بزاوية “في عين العاصفة” التي كانت بمثابة بيان يومي غير رسمي يرصد تطورات الأزمة ويرفع معنويات مواطني دول مجلس التعاون، ويكون أحد أهم الركائز الإعلامية الإيجابية في الأزمة، ولذلك حين اشتدت أزمة كورونا “تذكرت القصيبي”.
في هذه الأيام الصعبة التي يسيطر فيها “كوفيد19” على كل شؤون الحياة الصحية والتعليمية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية وغيرها، تقوم الوزارات المعنية بعمل جبار في التعامل مع تداعيات الأزمة وأشيد هنا بعمل وزراء الداخلية والصحة والتعليم والتجارة الأكثر تعاطياً مع أزمة “كورونا”، ويقيني أنهم يتمنون مثلي قلماً إيجابياً قوياً مثل الراحل الكبير ليسخر قلمه لمساعدتهم في توجيه الرأي العام وبوصلة الإعلام كقائد غير رسمي لذلك “تذكرت القصيبي”.
تغريدة tweet:
رحم الله “غازي القصيبي” فقد كان سابقاً لعصره بفكره ورؤيته التي نراها في مقولات كثيرة حاربها بعضهم حين قالها وتحققت بعد رحيله بسنوات، كما أن وطنيته المتأصلة تجعله يعمل للوطن بكل طاقته وفي كل أوقاته وبجميع الوسائل بغض النظر عن موقعه من المسؤولية، ويقيني أنكم تفتقدونه مثلي وتعلمون كما أعلم أن السعودية الكبرى غنية بأبطالها الذين يقدمون للوطن كل ما يملكون في السراء والضراء، وبرأيي أن التاريخ سيحفظ لنا سيرة العظماء لأنهم سطروها بإخلاصهم وتفانيهم حين جلسوا على مقاعد المسؤولية، وفي مقدمتهم “القصيبي” رحمه الله الذي تسنم أربع وزارات وسفارتين وعددًا من المناصب الاستشارية، وحصل على الكثير من الأوسمة التي يستحقها لأنه نجح بامتياز في كل مكان عمل فيه، واليوم نتذكره وندعو له بنعيم الجنة، وعلى منصات الشهر الفضيل نلتقي.