عيدنا
سلمان
اليوم عيد والعيد فرح، يشع من رماد سكون الشارع، يركض كالطفل حافي القدمين لا يبالي، أنفاس الوباء تتقطع وفيروس كورونا أعياه الإجهاد، مل من حرب العالم خذله اتحادهم، اتسعت حدقة المجهر وبدأ يشعر أنه مطارد، والقبض عليه مسألة صبر، وارتقاؤه حمل تأهبت له أكتاف الجميع.
اليوم عيد كعكة طمأنينة النفوس، وثيابه الجديدة رمل بلادي الحمر ونخيلها الخضر، وجبالها الشم يعلوها عقال مقصب، اليوم عيد نفرش له سجاد أرواحنا في أزقة الحواري، ونمد له من كرم شعورها أطيب الطعام، وألذ الكلام عن عز بلادي وجود بلادي، وشموخ بلادي، عن الرأس المرفوع، والصيت الذائع، والصوت المسموع.
عيد بأحسن مما مضى، وأجد من كل ما انقضى من أيام، نحن فيه أكثر ثقة بالله أنه معنا ووكيلنا وناصرنا، بلاد أسست على التقوى ونشأت على الخير والعطاء، كبرت عزيزة قوية بشعبها، وسارت في مقدمة البلدان بشجاعة وحكمة قادتها، تخطت الصعاب وتجاوزت المحن، وظلت قبل وبعد كل نازلة، سلامًا لمن سالمها، وسمًّا زعافًا لمن عاداها وأذاها.
اليوم عيدنا سلامة الأرواح، وفخرنا بمن افتداها بالغالي والنفيس، لمن أكرم شعبه وصان حياته وكرامته وعيشه ورزقه، عيدنا سلمان أمامنا ومليكنا ووالدنا، أمد الله عمره وأعزه، عيدنا في ابتسامه وسرورنا في فخره بنا، وغايتنا أن نحقق معه كل ما سعى من أجل أن يتحقق لبلادنا، من رفعة وتقدم ونماء، وعهدنا باق لسلمان الخير، بالسمع والطاعة والولاء.
عيدنا في خزي الأعداء والخونة والعملاء، الناعقين النابحين النائحين، الذين كل ما ظنوا أنهم فتحوا بابًا علينا سده الله في وجوههم، أو سلكوا طريقًا لإيذائنا تاهت خطاهم، فلا يحيق المكر إلا بأهله، عيدنا محمد سيف العدل وعدل الميزان، معه جميعنا متراص البنيان من أجل الأرض والإنسان، بهجتنا نرسمها في كل خطوة للرؤية، ومهجنا تخفق بحبه، وألسنتنا تدعو أن عين الله تحرسه.
أنوار الحرمين الشريفين تسبح في سماء بلادي تسكن الأحداق وتضيء الأرواح، زمزم والحطيم والروضة الشريفة وبيت الرسول، والذين استخلفهم فصاروا خدامه، ورزقهم وأمنهم فلا جوع أو خوف فأكرموا حجاجه وعماره وزواره، عيدنا هذا السعودي الفخور ببلاده، الذي يبني ويحمي، ويخاف على أهله وأرضه، ويؤمن بأن بلاد آبائه وأجداده هي بلاده وبلاد أبنائه وأحفاده، وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها... كل عيد وبلادي في أعياد.