نظرة!
- ما إن يرحل شخص، وأيًّا كانت طبيعة العلاقة التي تربطنا به، فإننا نعفّ عن ذِكْر مساوئه، أو ما كنّا نحسب أنها مساوئ. ذلك لأننا، وما إن يرحل، حتى نصير قادرين، ولو بعد فوات الأوان للأسف، على رؤية تلك التي كنا نظنها مساوئ وعيوبًا ونواقص وخللًا، بنظرة أخرى أعمق تصالحًا وتسامحًا وعطفًا ولطفًا!.
وربما، وهي عجيبة من العجائب، أقول ربما يصيبنا شيء من الحزن، ليقيننا بعدم قدرة الرّاحل على تكرار شيء من هذا كلّه!.
وإنني أتساءل: لماذا نحن بهذه القسوة مع من هم بيننا، أو مع بعضهم؟! لماذا، وكيف، تغيب عن أبصارنا وبصائرنا، الحقيقة الوحيدة المؤكّدة: أنهم أموات!. اليوم، أو غدًا، قبلنا أو بعدنا أو معنا؟!.
أكاد أصل إلى واحدة من أبشع مسبّبات ونتائج الكُرْه، ومن أكثرها جهلًا وغباءً: كرهنا لشيء، وبالذات لإنسان، إنما يعني فيما يعني، شعورنا بخلوده!.
بمعادلة حسابية، قبل أن تكون أخلاقية، يمكن لـ”اذكروا محاسن موتاكم” أن تصل بنا إلى نتيجة: اذكروا محاسن الناس، فكلّهم أموات!. “إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ”.
- لن يحصل الإنسان على كل ما يريد. لأنه يريد كل شيء!.
وحتى لو أنه حصل على ما يظن أنه كل شيء، فسوف يتخيّل ويحلم بأشياء جديدة أخرى ويريدها!.
السعادة ليست في تحقيق كل ما نريد، لأن ذلك ببساطة لن يتحقق، ونحن إذا ما فتحنا الأقواس لكل هذا، فإن القبر سيُفتح ويُغلق قبل أن نرى قوس الأمنيات الأخير لنغلقه!.
ولسوف يكون لنا من الشقاء النصيب الأكبر، طالما أننا سنعتبر كل ما لم نحصل عليه أمر نكد ومسألة حسرة!.
الحل الوحيد، هو أن نسعد بما وفّقنا الله في الوصول إليه ورزقنا بفضله نعمة الحصول عليه!.
- من يطمع بمعرفة السعادة عليه أن يحظى بسعادة المعرفة أولًا!.
ومثلما أن السعادة مُشارَكَة، إذ يصعب، حدّ الشّفقة والرّثاء، تخيّل إنسان سعيد لا يجد من يحكي له أو يشاركه أسباب سعادته!. أقول: مثلما أنّ السعادة مُشارَكة، فالمُشارَكَة سعادة!. قد لا يكون في كلّ مشارَكَة سعادة، نعم، لكن لا سعادة دون مشارَكَة!.
- “قفلة”:
إنْ قلتْ بعض الفراق: عناقْ..
أو قلتْ بعض الكفن: طَرْحَهْ
لاني بكاذب ولا أفّاقْ..
ولاني بمن نظرته: لَمْحَهْ
ولا بَهْ وَهَم ساكن الأحداقْ..
لكنها.. النّظْرَهْ السّمْحَهْ
أكبر خَطا كوننا نستاقْ..
تعريف للبحر من مِلحَهْ!