2020-10-04 | 02:00 مقالات

كورة الكيان الصهيوني

مشاركة الخبر      

ما زالت بعض الجهات الإعلامية تفترض في المتلقي السذاجة وعدم الإلمام بما يدور حوله من تغيرات وأحداث، ما يقود هذه الجهات إلى الاحتساب على “رأس” المتابع وتضليله، بطريقة ستقودها مستقبلاً إلى مصاعب تنظيمية، ربما تؤدي إلى تراجعها عن مواقفها وسقوطها أمام جمهورها، أو إغلاقها بقرار سيادي لإيقاف ممارساتها العبثية.
من أصعب المواقف على الدول أن تمنح ترخيصاً للتواجد على أراضيها لجهات تزايد على سياستها وتتجاهل سيادتها، وكثيراً ما تساهلت بعض دول الخليج مع هذه الجهات ومنحتها فرصة للعمل ضد شرعية القرارات الوطنية، وتضليل ملايين الشبان اعتماداً على ترخيصها وقانونية تواجدها في البلاد.
وخلال الأسبوع الماضي تعاقد نادي النصر الإماراتي مع اللاعب الإسرائيلي العربي ضياء سبع، مستفيداً من إقامة علاقات رسمية بين أبوظبي وتل أبيب، ومع أن النادي أكد أن التعاقد مع السبع جاء وفق رؤية فنية، إلا أن بعض المنصات الإعلامية اختارت التعتيم على أخبار نادي النصر، بل مقاطعة أخبار الدوري الإماراتي وتجاهل أنديته اعتراضاً على مشاركة اللاعب الإسرائيلي الذي لو تعاقد معه نادِ قطري لحظي بالترحيب من هذه المنصات.
من بين الجهات ذات التوجهات الغريبة موقع “كورة” الذي يتخذ من البحرين والإمارات مركزاً لإدارة عملياته، بطريقة توحي أن لا علاقة له بالبلدين ومواقفهما، خاصة أنه يتعاطى مع الأخبار والتغطيات منذ بدء المقاطعة الخليجية لقطر على طريقة “أبعدوا الرياضة عن السياسة”، ولكن عندما يتعلق الأمر بما يخالف توجهات الدوحة يتم خلط الرياضة بالسياسة بتجاهل أخبار الأندية الإماراتية وإبراز مسمى الكيان الصهيوني على حساب سيادة البلدان وحقها في اتخاذ القرار.
ما زال موقع كورة يمارس المزايدة على مواقف بلدان تحتضنه، ويصر على استخدام مسمى “الكيان الصهيوني” بدلاً من إسرائيل، بل يزايد على أصحاب القضية وموقف السلطة الفلسطينية التي تعترف بهذه الدولة وبمسماها الرسمي في الأمم المتحدة، في تصرف ربما يقود البحرين والإمارات إلى طرد هذا الموقع وحظره، في انتظار أن ينتقل “كورة” إلى مواصلة كفاحه انطلاقاً من إيران أو كوريا الشمالية أو أي دولة مارقة لا تؤمن بالسلام.
باتت دول الخليج بحاجة أكثر من أي وقت مضى، لتوعية مواطنيها وضيوفها بأهمية التعايش مع الآخر بعيداً عن عنتريات أصحاب المصالح وتشويشهم على أمن واستقرار المنطقة، خاصة أن للحرب وجهًا بشعًا تتمناه الغوغاء لبلدان عاشت عقوداً طويلة تنعم بالأمن والاستقرار، بفضل سياساتها المعتدلة الرافضة للأعمال العدائية في كل زمان ومكان.