2020-10-05 | 01:02 مقالات

الحقيقة في سلّة المُهمَلات!

مشاركة الخبر      

- كل من يظن أنّه مسيطر على أدواته تمامًا، متمكّن من عمله تمامًا، وتمامًا هنا وفي المرّتين تعني تمامًا تمامًا!، أي للدرجة التي لا يشعر معها، مجرّد شعور على الأقل، بأنّ الكفاءة تنقصه للاحتواء والفهم والإنجاز والاستمراريّة. شيء من نقصان الكفاءة ولو بدرجة تسمح بقلق ومشقّات يظل تحمّلها محل اعتبار ومحطّ اختبار!. شيء من نقصان الكفاءة يمرّ عابرًا ثم يعود ليمرّ عابرًا بين حين وآخر!. ما لم يشعر بذلك، فإنه لا يمكن لهذا الإنسان تقديم جديد حقيقي مُبتكَر وإبداعي!.
- لا أتحدّث عن شعور الإنسان بعدم الرّضا، ولا بالغبن والإحساس بعدم الإنصاف من قِبَل الآخرين، فهذه مسألة تظل، أو تكاد تظلّ، ملازمة لكثير من أهل الفن والإبداع، مهما حاولوا إخفاءها للظهور بمظهر المتواضعين!.
- أتحدث عن العملية الداخلية “الجوّانيّة” التي هي بين الإنسان وعمله، عمله الإبداعي بتحديد أكثر، والتي لا علاقة للآخرين بها، وتظل مقتصرة على، وبين، الفنّان وعمله، قبل وأثناء، وبعد، شُغله فيه!.
- أظن أنّ من يشعر بالكمال، أو الاكتمال، وأنه فوق عمله، من حيث الهيمنة والتّمكّن والتّحكّم والحيازة والسيطرة والاستحواذ، ليس فنّانًا!.
- ربما يكون أكثر وأكبر من فنّان، لولا أن زمن الأنبياء والمُرْسَلِين أُغلق!. ربما يكون أقل من فنّان وهذا هو الغالب المكتسح!.
- أكبر.. أقل، المهم أنه ليس فنّانًا!. أو فنّان مُبَستَر، خالي الدّسم!.
ليس له في الفن ولا من الفن ولا إلى الفن نزعة ولا متعة!.
- أجمل وألذّ وأطيب وأمتع ما يمكن للفنّان تجريبه هو ذلك الرّهان الأبدي، والصراع الدائم، غير مضمون النتائج بالمرّة، مع أدواته وأفكاره وشروط حِرْفَتِه!. ذلك التّحدّي المتجدّد كل لحظة، كل خطوة، مع عمله!.
- ولا مثيل لسعادة مُبدع في النتائج المفاجئة، السّارّة، التي يشعر أنه حصل عليها صدفة وبضربة حظ، أو هِبَة ربّانيّة أُنْعِم عليه بها فجأة ودون استحقاق كبير منه لها، على الرغم من الضّنى والمَشَقّة وعظيم المُكابَدَة!.
- ما نراه أمامنا من كل عمل جبّار لأي فنّان مبدع، لا يُمثِّل حقيقة ذلك الفنّان، أو لا يمثّلها كاملةً، إنما يُمثِّل نهايته وانتهاءه، ولحظة فراقه لذلك العمل وافتراقه عنه!.
- حقيقة الفنّان المُبجّلة هي فيما شطَب ونَحّى وأزاح وأسقطَ وألغى وأهمل وطَرَح، واستغنى عن..، ومزّق ورمى!.