وشايات صغيرة!
- للأصدقاء، فيما بينهم، آراء مضحكة، في كثير من المواضيع والأسماء!. كنّا نجتمع: مساعد الرشيدي ونايف صقر وغازي العكشان وأنا، لا نكاد نُبقي على أحد!.
- وكان نايف صقر أخفّنا ظلًّا وأكثرنا طرافةً. كان لنايف صقر تقسيمات وتصنيفات لشعراء الساحة لا تُصدّق من فرط طرافتها: فلان وفلان وفلان شلّة “المقصد السلام”!، فلان وفلان شلّة “دبّر حالك حالك يدبر”!، وتقسيمات أُخرى كثيرة. كانت التقاطات نايف صقر رائعة لدرجة أنه ما إن يضع أحدهم في خانة حتى تتغيّر نظرتنا له تمامًا لتتوافق مع وجوده في هذه الخانة وحتى نبدأ نعيد اكتشافه بناءً على العنوان الذي أسكنه فيه!.
- أستاذنا جار الله الحميد، كان يضيق ذرعًا بأحدهم، لم يكن هذا الـ”أحدهم” متناغمًا مع أجواء الجلسة شبه الأسبوعية في ضيافة الحبيب سليمان الصقير، والتي كان من روّادها مطربون شعبيون مشاهير وأقل شهرة، كما كانت ملتقى شبه دائم لسهرات أدبية تجمع شعراء وأدباء حقيقيين مثل سليمان الفليّح ومحمد جبر الحربي وعبد الله الصيخان وجار الله الحميد وغيرهم.
- وللأمانة: قليلًا ما كانت شقّة سليمان الصقير تخلو من أشخاص يجيئون للرياض بحثًا عن عمل، أو تخليص أوراق رسميّة، وليس لديهم في الرياض معارف ولا في جيوبهم فلوس، فكان سليمان الصقير يستقبلهم في شقّته بترحاب بالغ وكرم حقيقي لأيام وربما لشهور!.
- نعود لذلك الـ”أحدهم” الذي لم يكن جار الله الحميد يطيق وجوده، ولا ندري جميعًا كيف يعرف باجتماعاتنا فيحضر، فلم يكن هناك يوم محدد لمثل هذه اللقاءات، لكنه كان يعرف!. وفي مرّة لم يعد جار الله الحميد قادرًا على الصبر أكثر، فقال له: “يا أخي.. أنت غريب فعلًا، دائمًا تجيء وتجيء وتجيء.. ولا مرّة شفتك تروح”!.
- ما الذي حرّض مثل هذه الذكريات على أن تسيل اليوم؟! أظنه سامي سليمان الفليّح!. قبل أيام هاتفني سامي الفليّح، وفجأة دار الحديث عن المثقفين فراح يقسّمهم ويضعهم في خانات ومراتب مائيّة!، ضحكت حتى أوجعتني أضلعي، وأغلقت الخط خوفًا من أموت من الضحك فعلًا!.
إليكم بعض تقسيماته لهم:
- المثقفون مثل الماء!.
- الانهماري: وهو الذي يهطل في أي مكان، متوقَّع وغير متوقَّع!. يتحسّن به الهواء، وتحيا الأرض. يمنح الظل الظليل، وتطيب به النفوس.
- النافوري: ينثر المعرفة في كل اتجاه بالتساوي، بذات الدأب ومن ثم تعود مياه النافورة إلى مصدرها دون أن تبلِّل سوى من يمد يده بحثًا عن الماء ودون أن تهدر طاقتها!.
- الحنفيّاتي:
مثل الحنفيّة!، يلزم أن تفتحه وتقفله لكي تقدر أن تغتسل!. لكنك لن تقدر أن تشرب أو تصنع شايًا!. مياهه مهدرة!.
- مثقف تحلية:
كأنك “مركّبْ” جهاز للتحلية!، نظيف لطيف منظم ويشتغل على حسّاسات “بس لازم تنظّف فلاتره كل فترة”!.
- مثقف سيفوني:
للمهمات غير النظيفة!. له ضجيج!. “تحتاجه حيل بس ما تحترمه”!.
- مثقف تنقيطي:
يشتغل بالتنقيط!. مستمر، “يؤثر لكن يحتاج له سنين وسنين”!.
- مثقف هُوزي أو ليّاوي:
يلزم أن توجهه وتمسكه لكي تستفيد منه في رشّ الزرع أو رشّ “الميده”!.