2020-11-15 | 23:21 مقالات

الردود والتفاعلات!

مشاركة الخبر      

- لا أعترض على من يقوم بإعادة نشر مدائح الناس له وإطرائهم عليه في “تويتر” أو في أي مكان آخر، وحتى إنْ اعترضت، فلا أعني باعتراضي هذا تأكيد أفضليّة من أي نوع على أحدٍ منهم، لكنني لم، ولن أقوم بمثل هذا الأمر، لأسباب تخصّني، وأكتفي بقول إنها “تخصّني” لأنني، وبصراحة، حاولت طرحها وشرحها، وأعدت الكتابة أكثر من خمس.. ست.. مرّات، دون أن أقدر على تخليصها من مدح الذات!.
- وأشعر أنه حتى في هذا الذي قلت، وما سأقول، إطراء يحاول صاحبه تمريره على أنه تواضع وأدب!. أطلب السماح، ولكن!.
- الأمر وما فيه، هو أنني صرت في حرجٍ شديد من بعض الردود والتعليقات الرائعة التي تصلني بعد نشر مقالات هذه الـ “بلكونة” اليومي في “تويتر”. ردود بعضها فخم وثري، تصحيحًا وإضافةً، أتمنى إعادة تدويره و”رتوتته” لولا أنه يبدأ أو يُختتم بإطراء كريم لشخصي المتواضع أو لأسلوبي الذي أحاول دائمًا تحسينه في الكتابة. هذه الإطراءات تمنعني من إعادة التدوير “الرتويت”، فأكتفي بالرّد شاكرًا ومقدّرًا!.
- الحقيقة أنني أخجل من ردودي على كثير من هذه المشاركات المضيئة. ذلك أن ردودي لا تقول شيئًا. وقد كتبت مرّةً عن مثل هذه الورطة:
- على الكلام القبيح السّيئ البذيء، أعرف دائمًا الرد، وأُتقنه، لكنني لا أريده!. وعلى الكلام الطّيب الجميل الودود، أريد دائمًا الرد لكنني لا أعرفه، ولا أُتقن منه شيئًا!.
- لذلك أجدني بين ورطتين، الأولى: عدم قدرتي على إعادة تدوير آراء وتفاعلات قيّمة أتشرف وأسعد بها، لأنها مسبوقة أو متبوعة بثناء شخصي عليّ أو على ما أكتب!. الورطة الثانية: تلعثّم كلماتي في الرد، والتي لا تفي المُتفاعل الكريم حقّه ولا تعبّر، مهما حاولت، عن تقديري واعتزازي، وتأثّري برأيه، واستفادتي مما قدّم لي وللمقالة من تصحيح أو إضافة!.
- لذلك أكتب لكم اليوم يا أحبة، راجيًا، بطمعٍ في كرمكم وحسن تفهّمكم، أن تكون الردود والتفاعلات خاليةً من أي ثناء، مكتفيةً بالتصحيح والإضافة أو غيرهما من أنواع التفاعل باستثناء المديح!.
- في البداية، قلت لكم يا أحبة، أنني وفيما يخص قراري بعدم إعادة تدوير نشر أي ثناء عليّ شخصيًّا أو على ما أكتب، ورفضي للـ”رتويت” بهذا الشأن، سأكتفي بالقول إنه شأن شخصي!. الآن أبوح لكم بسببين من أهم أسبابه. الأول هو أنني عجزت عن فهم الأمر على غير هذا النحو: الـ “رتويت” لأي إطراء، لا يشبه إلا أن شخصًا همس لك بكلمة طيّبة في حقّك، فقلت له: ارفع صوتك لا أسمع جيدًا!، والحقيقة أنك سمعت ولكنك أردت لكل من في المجلس أن يسمع أيضًا!. هذا الشكل الكاريكاتيري للمسألة يحجبني عنها ويمنعني منها!. والثاني: إنه ليس من الأمانة ولا الإنصاف ولا العدل أن أعيد تدوير الثناء، وأمتنع عن فعل ذلك مع الإساءة!. ولأنني لا أعيد تدوير التغريدات المسيئة، وهي كثيرة، فمن العدل ألا أفعل ذلك مع تغريدات المديح والثناء!.
- شكرًا لكم، وعذرًا منكم، وأملًا بكم أن تقدّروا ارتباكي في هذه المقالة تحديدًا!.