عجب!
- أَعجبُ من كل شاب، يظن نفسه موهوبًا، وأنّ لديه ما يُقدّمه، ثمّ لا يبحث عن ضجّة وأضواء!.
- وأَعجبُ أضعافًا مضاعَفةً، من كل شيخ كبير في السّن، يظنّ نفسه موهوبًا، وأنّ لديه ما يُقدّمه، ثمّ يبحث عن ضجّة وأضواء!.
- محاولة الإثارة ولفت الانتباه، على ما بها من علّات، أو تجاوزات حتّى، مسألة مفهومة، بل مُتقبّلة، ويجب أن يُفسَح لها مكان في صدورنا، حين تأتي من شاب موهوب، صغير سِنّ وقليل تجربة، يريد تقديم نفسه ونموذجه الإبداعي وطريقته الجديدة في التفكير وفَرَادَته في الأسلوب!.
- أمّا أن يأتي إنسان كبير في السّن، تجاوز الخمسين من العمر، وله اسم لامع، ومُسمّى مُقدّر، ومقالات ومؤلّفات عديدة، ثم يتناول فكرة ما، بطرح مُستفِزّ، و بلغةٍ هي أقرب للاستعراض منها للعرض، حتى تبدو الأمور وكأنها طمع في الإثارة لا التأثير، فهذا ما لا يُمكن لي فهمه ولا تقبّله ولا مناقشته ولا التوقف لحظة لمراجعة الذات والمعلومات والقناعات من خلال طرحه!.
- في حالة الشباب الغَضّ، تَسمح النفس، وتجد الأعذار، للحيويّة وللرغبة من الانفلات وتحطيم كل ما يظّنه أصحابها قيودًا!.
يمكن بقليل من رحابة الصدر تفهّم، بل تقدير، بل الإعجاب أيضًا، بحجم الإثارة وروح المغامرة والتشويق لدى المواهب الشابة فكرًا وفنًّا!.
- في حين لا يمكن، لي على الأقل، النظر بالسماحة ذاتها، حين يتعلّق الأمر بالكبار سنًّا وتجربةً وعطاءً!.
- لا أنظر لمثل هذه الاستفزازات المتقصّدة لمشاعر الناس، والمُصاغة بوهج المانشيتات الفارغة، وغير المدعومة برصد موثّق وطرح جاد، إلا على أنها استهتار أو عنجهيّة أو محاولة رديئة لاستغلال حريّة الفكر والإبداع المُتاحة بمساحات شاسعة لم نكن نحلم بها من قبل، ونريد منها أكثر!.