الإعلام الرياضي «بلاه» منه وفيه
الإعلام الرياضي السعودي يتميز هو الوحيد عن كافة أشقائه في وسائل الإعلام الأخرى، بارتباطه مع أكثر من جهة ينتمي إليها، وإن كانت وزارة الإعلام وما يندرج تحت قيادتها من هيئات متخصصة تعتبر المرجعية الأساسية له ولبقية فروع الإعلام السياسية والثقافية والاقتصادية.
- هذا التميز لا يقتصر عبر بطاقة انتساب منسوبيه للمؤسسة التي يعملون فيها متفرغين أو متعاونين، إنما ينطلقون إلى بوابة توطد علاقتهم مع هيئة الصحفيين السعوديين واتحاد الإعلام الرياضي، لتمتد إلى اتحادات قارية وهيئات دولية وبطاقات عضوية تمنح لهم مع امتيازات محدودة يحصلون عليها، وأنظمة بطبيعة الحال يخضعون لها.
- بالأمس القريب أصدرت هيئة الإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع اتحاد الإعلام الرياضي “تعميماً” يخص الإعلام الرياضي، فهمه بعضهم بأنه “قيود” ترمي إلى “تكميم الأفواه” وتقليص استقلالية الإعلام الرياضي، عبر لهجة تخويف وترهيب تهدف إلى تقليص حرية الكلمة وتحد من سلطتهم كسلطة رابعة
- بينما الحقيقة نجدها من خلال تعميم مكرر ليس فيه أي جديد في مجمله، على اعتبار أن كل ما جاء في مضامينه منهج متعارف عليه كنظام متبع من قبل جميع المؤسسات الإعلامية ومن ينتسبون اليها، وإن كانت هناك إضافات احتواها التعميم فهي تتعلق بإجراءات توضيحية وتنظيمية، الغاية منها توعية الشارع الرياضي بأن الإعلام الرياضي مثله مثل أي إعلام آخر أو جهة أخرى تطبق عليه أنظمة وضوابط كفيلة بحمايته من أي تجاوزات فيها من الإساءات اللفظية التي تجعله عرضة للعقوبات المادية التي تتولى مهمة تنفيذها هيئة الإعلام المرئي والمسموع.
- ولعل السبب الحقيقي الذي كان له دور مباشر في إصدار ذلك التعميم إضافة إلى الجانب “التوعوي” وما تضمنه في نفس السياق من “تحذيرات” تسعى إلى الارتقاء بمحتوى ما يطرح في البرامج الرياضية التلفزيونية والإذاعية، هو الإعلام الرياضي نفسه الذي أصبح للأسف “بلاه منه وفيه”، من خلال ما يقوم به بعض “المحسوبين” عليه من أساليب “التحريض” ضد بعضهم بعضًا، ليس لمجرد اختلاف في الرأي فذلك جانب مطلوب ومرغوب في ظل احترام وتقدير متبادل، إنما لخلاف موجه لمصالح يستفيدون منها تخص أندية ينتمون إليها أو يعملون فيها، “متناسين” أن هذا التحريض وإن حقق أهدافه “الوقتية” عن طريق إثارة مفتعلة وتجييش “هاشتاقات” مرتبة بمنصة تويتر، فإن له عواقب وخيمة ستؤثر على استقلالية الإعلام الرياضي مستقبلاً وتحد من حريته، ولا بد أن هؤلاء المحرضين سيدفعون في يوم من الأيام الثمن غالياً حينما سينالهم نفس الضرر الذي كانوا يتمنونه لزملاء المهنة.