2020-12-10 | 01:26 مقالات

الخواطر من الخطر!

مشاركة الخبر      

- على طاولة قريبة، في أحد مقاهي القاهرة، كانا يتبادلان الحديث. قال الأول: “آه.. من كم واحد سكتنا له دخل بحماره”!. قال الثاني: أعرف واحد سكتنا له دخل بحماره، ومن يومها، نحاول اكتشاف الفروق الخمسة بين الاثنين.. “مش قادرين نلاقي فرق واحد.. ما بئيناش عارفين مين فيهم حمار التاني”!. ومع ضجّتهم بالضحك، أضاف ما يبدو أنه حكمة مصريّة شعبيّة: “كُلّ شِلّووو.. يشبهلّووو.. حتى الحمار وقانِيه”!. ومعناه لمن لا يلتقط لهجة المصريين: كل شيء يشبه صاحبه مع مرور الوقت، بما في ذلك الحمار ومُقتنيه أي صاحبه!.
ما زلت، كلّما تذكّرت هذه القفشة الألمعيّة اللّوذعيّة، أضحك!. راجيًا، من كل شخص يظنّ أنه داخل دائرة هذا الضحك، عدم مراعاة فارق توقيت ومكان القفشة!. ليس عليه أن يذهب بظنونه بعيدًا، ليتمسّك بظنّه هذا. أخيرًا.. حصل على ظنّ صحيح!.
•••
- أكثر من مرّة، تحدّثت، وأظنني سأواصل الحديث، ساخرًا من تلك النصيحة: “كن أنت”!. لا أسخر من أهميّتها، لكن من المفهوم الذي تُطرَح به عادةً، من الناصح والمنصوح معًا!. الناصح يريد أن يقول لك إنه كان دائمًا، أو صار على الأقل، هو نفسه!. امتلأ كأسه به، ففاض عليك بكرم النصيحة إيّاها!. الناصح يُقدّم والمنصوح يتقدّم بنفس المعنى الباهت: كن أنت بمعنى كن كما أنت حقيقةً!. طيّب!، وإذا كنت أنا في حقيقتي سيّئًا؟! ما الذي يمكن للتمسّك بهذه النصيحة تقديمه لي غير مزيد من السوء؟!.
سأضرب مثلًا، وبإمكانكم غض النظر عن الأرقام ومسألة العمر في المثل، لكن لنفترض أن إنسانًا هو اليوم في الأربعين من العمر، ولكنه قرأ هذه المقولة وهو في سنّ الثلاثين، ومن يومها وهو على ما هو عليه، ومن يومها وهو “مَنْ” هو عليه!. عشر سنوات أُهدِرَتْ بنصيحة!.
•••
- لو أن لأمثالي كلمة في التعليم، لطلبت من كل المدرّسين لمادة التاريخ الدخول في اختبار جديد، من يجتازه فقط هو من يحق له التدريس، يجتمع للمدرّس طلّاب من نفس السن التي سوف يقوم بتدريسهم، فيما يشبه الأصبوحة أو الأمسية، ويحكي لهم حكاية، أي حكاية، فإن خرجوا سعداء من طريقة السرد، وفطنة السارد، فهذه هي الشهادة المؤهِّلَة له. التاريخ حين يُقدّم كمعلومات، خالية من الروح و الترابط الدرامي، لا يُنتج أكثر من جمهور لبرنامج من يربح المليون، وبرامج مسابقات مشابهة!.
•••
-لا تُسمّيها خواطِر، إنْ هي خَلِيَتْ من خَطَر!.
•••
- الناس تعشق الأقاويل، صار مفروغًا من هذه المسألة!. يمكن لك اختيار طريقين وفي الحالتين ستكسب اهتمام الناس: أن تقول خيرًا وجميلًا، أو أن تقول شرًّا وقبيحًا!. لا تتحجج!، أنت من اختار الطريق!.