حمد الله..
«بلعب أو بخرّب»
كرة القدم في بعض الحواري لها قوانين خاصة، لا تخضع لأنظمة “فيفا”، منها أن صاحب الكرة يشترط أن يلعب أساسيًّا، وأيضًا اللاعب “القوي”، يختار المركز الذي يناسبه مستندًا إلى بند مقولة “بلعب أو بخرِّب” المنصوص عليها في نظام كرة الحارة.. طبعًا تلك الأنظمة لا تنطبق على الجميع فهناك كرة قدم محترمة في الأحياء..
المشكلة لم تكن في اللاعب صاحب الكرة، أو القوي الذي يهابه أبناء الحارة، لكنها في الظروف التي جعلت منهما رموزًا لا يُمسّون، ولا يستطيع أن يقال لهما كلمة “لا”..
بعض الأندية السعودية تحاكي واقع تلك الأحياء، لكن بشكل نظامي، فهناك اللاعب الذي اشترى الكرة، وأيضًا القوي الذي لا يستطيع أحدٌ إخراجه من الفريق، لكنهم لا يصرِّحون بذلك، وصنعتهم أيضًا الظروف..
المغربي عبد الرزاق حمد الله، مهاجم فريق النصر، مَن يقلِّل من قدراته التهديفية، يضع نفسه في موقف محرج أمام أصغر محاوريه، فليس هناك خلافٌ أو اختلافٌ على أنه أحد أبرز الهدافين الذين مرُّوا على الأندية السعودية، ويكفيه تحطيمه الرقم القياسي في تسجيل عدد الأهداف في موسم واحد..
عشاق النصر في كل موسم ينتظرون اللحظة التي يُولد فيها هدافٌ، يسلِّمونه راية ماجد عبد الله، فلا حسين هادي، ولا علي يزيد، ولا محمد السهلاوي، ولا غيرهم من المهاجمين المحليين، أو الأجانب ملأوا البصر الأصفر بعد ماجد، لحين حضر حمد الله، فانهالت المقارنات، لتحرّك الذكريات..
لا يُلام جمهور النصر في عشق حمد الله، أو حتى مقارعته بالنجم الأسمر على الرغم من الفارق التاريخي الكبير بينهما، لكنه صنع من الأصفر فريقًا استثنائيًّا..
حمد الله فعل كل شيء في موسم واحد، وبات اللاعب القوي في الفريق، فرفع قيمة عقده الاحترافي، ومُنِح شارة القيادة التي أثقلت حركته على الرغم من أنها قطعة قماش وزنها لا يذكر. كل تلك الأمور انعكست سلبًا على عطائه في الملعب بمساعدة إدارة النادي التي اعتقدت أنها “بتدليله” ستحوِّله إلى وحش كاسر، لكنه انكسر، وكسر الأصفر معه..
نعم، أخطأت إدارة النادي بجعلها منه النجم الأوحد، فلم تتعاقد مع مهاجم آخر محلي أو أجنبي، يهدِّد مركزه، ويكون البديل الناجح في حال انخفض مستواه بدنيًّا أو نفسيًّا..
إذا أراد النصر أن يعود إلى المنافسة من جديد فعلى إدارته أن تتعاقد مع مهاجم ذي قيمة فنية عالية، ينافس حمد الله في المركز، ويجعله أفضل، وإلا سيستمر اللاعب القوي في اللعب وتهديد مستوى الفريق، فمركزه “محجوز” ولا يمسّ..