تدوير اللاعبين و«تدويخ» الهلال
عرف الداهية السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الأسبق بسياسة تدوير اللاعبين فانتهج طريقة جديدة أسهمت في الحفاظ على مستوى الفريق وعدم تأثره، فكلما زاد من “التدويّر” بين اللاعبين قابله ثبات في الأداء العام.
الأفصل بين نظرائه في الوقت الراهن يورجن كلوب مدرب ليفربول، يقول إن انتهاجه لسياسة “تدوير” اللاعبين يأتي للحفاظ على فرص المنافسة على البطولات.
الكثير من المدربيّن الكبار في أوروبا يلجؤوا إلى “التدوير” لتحقيق أهداف مهمة ومحددة فينجحون فيها، فلا يشعر المتابع بتغيير كبير في مستوى اللاعبين أو الفروقات في الأداء بين الأساسي والاحتياط، ولهذا يسمّون مدربين كبارًا.
ولكن مفهوم التدوير في الكثير من المدربين في الملاعب السعودية أخذوه من مبدأ “الحفظ” وليس “الفهم” أو “العلم”، فقد يبنى التدوير على مجاملة لاعب أو إراحة آخر “لا يحتاجها” أو أسباب أخرى، فمردود النجاح يكون بشكل فردي، ولكن التأثير الجماعي يأتي عكسيًا.
الروماني رازفان لوشيسكو، مدرب فريق الهلال، يأتي في مقدمة المدرّبين “الحافظين”، فأسهمت سياسة “التدوير” التي طبقها في خروج الفريق الأزرق من كأس خادم الحرمين الشريفين على يد الفتح، فكان الهلال الأقرب ليس لتخطي ضيفه بل للمحافظة على اللقب.
كما تجرّع الهلال بسبب طريقة مدربه الغريبة في “التدوير” الخسارة الأولى أمام الوحدة في مسابقة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، محققًا سابقة تاريخية.
لاعب كرة القدم المنضبط قادر على لعب مباراتين في الأسبوع بحسب التقارير الفنيّة ومن الممكن أن تصل إلى ثلاثة، بحسب جاهزيته وهذا هو المعدل المتعارف عليه، غير أن بعض المدربين يبدو أنهم يحبذون غياب تلك المعلومة ويعشقون “التدوير” ليصيبوا المتابعين بـ”الدوار” والفريق بـ”الدوخة” فمن الطبيعي أن تنقلب نتائجه رأسًا على عقب كما فعل الروماني مع الهلال..
المتابعون لكرة القدم أصبحوا أكثر وعيًا من السابق فمن الصعب خداعهم وتمرير وجهات نظر المدربين الخاطئة على أنها مسلّمات.
الظاهر أن “التدوير” الهدف منها إراحة اللاعبين الأساسيين ولكن ليس على حساب نتيجة الفريق، فمن الممكن أن يتم استبدال اللاعب الأساسي بعد ضمان النتيجة وإراحته بدلًا من أن يشارك في الشوط الثاني ويضغطه بالطلب منه تصحيح ما يمكن فيبذل مجهودًا مضاعفًا ويضيع الهدف من “التدوير”.
رازفان أخطأ في حق الهلال هذه حقيقة ويفترض من إدارة النادي أن تواجهه وتكاشفه حول تسببه في الخسائر الأخيرة فهو من يتحملها وحده، ولا تسمع لمن يطبّل له.