تجارب
الخصخصة
إذا فكرنا مستقبلًا في مشروع “الخصخصة” للأندية في الرياضة السعودية، فيجب أن ندرس تجارب الآخرين الناجحة في هذا المجال لاختيار الأفضل والملائم للبيئة الاستثمارية السعودية.
- المدرسة الأمريكية في الخصخصة:
“تعدُّ أمريكا من الدول الرائدة في الخصخصة الرياضية، وقد نجحت روابط دوري المحترفين في تحقيق أرباح مالية عالية في ألعاب رياضية ليست لها شعبية في الكثير من دول العالم. التجربة الأمريكية تعتمد على تحديد عدد معين من الأندية في دوري المحترفين، تتنافس سنويًّا دون نظام هبوط. لا يهبط أي نادٍ لعدم وجود درجات أقل من دوري المحترفين. عدد الأندية المحترفة محدود في أمريكا بسبب وجود دوري الجامعات للهواة الذي يعوِّض قلة عدد الأندية المحترفة، كما أن عدم وجود نظام الهبوط في أمريكا أسهم في نجاح الخصخصة، واستقرار الأندية ماليًّا وإداريًّا”.
- المدرسة الأوروبية في الخصخصة:
“نجحت دول أوروبية كثيرة في استثمار الرياضة الأولى الأكثر شعبيةً في العالم، كرة القدم، وأصبحت اليوم الخصخصة الأوروبية نموذجًا ناجحًا، تقاس عليه الأرباح المالية الكبيرة التي تحققها دوريات المحترفين في إنجلترا، إسبانيا، إيطاليا، وألمانيا. التجربة الأوروبية تتشابه مع التجربة الأمريكية في الكثير من آليات الخصخصة، لكنَّ الاختلاف يكمن في أن دوريات المحترفين الأوروبية تطبِّق نظام الصعود والهبوط الذي لا يطبَّق في أمريكا”. ملَّاك الأندية والمستثمرون في جميع دول العالم الرائدة في الرياضة، يؤمنون بأن “الهبوط” يشكِّل هاجسًا كبيرًا للخصخصة، ويؤدي إلى خسائر مادية فادحة للأندية. في أكتوبر 2011، الرئيس التنفيذي لرابطة مدربي الدوري الإنجليزي ريتشارد بيفان، أعلن أن “بعض مالكي الأندية الذين ينتمون لأمريكا وآسيا يؤيدون فكرة إلغاء الهبوط من الدوري الإنجليزي”.
لا يبقى إلا أن أقول:
هذا مؤشرٌ على أن التجار أصحاب المال وملَّاك الأندية في الدوري الإنجليزي الناجح استثماريًّا، يخشون من المستقبل المالي لأنديتهم في ظل استمرار نظام الهبوط والصعود.
أُجهِضَ هذا المشروع الأمريكي في الدوري الإنجليزي بمعارضة قوية من بعض المدربين واللاعبين أصحاب التأثير.
أليكس فيرجسون، المدرب الأسطوري لنادي مانشستر يونايتد، كان من أبرز المعارضين، وصرح لوسائل الإعلام الإنجليزية قائلًا: “إذا نظرت إلى دوري الدرجة الثانية فستجد ثمانية فرق لها تاريخ وتقاليد. ماذا ستقول لهذه الفرق الثمانية. إنهم لن يتمكنوا أبدًا من اللعب في الدوري الممتاز. أعتقد أن هذا الأمر سيكون انتحارًا بالنسبة لبقية الدرجات، خاصة بالنسبة إلى فرق الدرجة الثانية”.