برافو سلمان.. ولا تتنازل يا سالم
في كواليس الأندية السعودية قصص “غريبة”، لكنها تبقى أسرارًا في دهاليزها ومفاتيحها في بطون رواتها، ومحظوظ من يجد شخصًا “خنقه” المفتاح ويريد أن “يلفظه” بالفضفضة، من بينها ما رواه أحد أصدقائي اللاعبين، بقوله ان إدارة أحد الأندية الكبيرة في مدينة الرياض، عندما كانت تسلم الرواتب يدويًّا في زمن “التأخير”، تعب اللاعب المحلي من ترديد كلمة “ما شاء الله” وهو يوقع على خانة اسمه في المسيّر، فالذي يدنوه لاعب أجنبي يفوق راتبه بعشرات المرات رغم أن عطاءهما في الملعب متقارب ودقائق السعودي أكثر..
إدارة ذلك النادي اضطرت إلى حل المشكلة ليس بالرفع من راتب اللاعب السعودي، ولكن بفصل مسيرات الأجانب عن المحليين.. ففرقوا بينهم عند المحاسب..
تلك القصة التي رواها صديقي ممن كان “يغبط” الأجانب، متحدثًا بحرقة كونه يلعب أساسيًّا والأجنبي احتياطيًّا، بل الأدهى والأمر أن الكثير منهم “مقالب” شربته إدارات الأندية، طبعًا أصبح مذاق “المشروب” لديهم مألوفًا..
في الهلال، سلمان الفرج يقترب من التجديد بمبلغ يقارب من العشرة ملايين في العام الواحد، وتسمع أصواتًا من بعيد تستغرب حصوله على المبلغ ويرون بأنه لا يستحقه، وعندما تسألهم السبب إجابتهم واحدة: “لا يوجد لاعب سعودي يستحق هذا المبلغ”، في كل مرة يجدد فيها لاعب محلي عقده أو ينتقل إلى ناد آخر تعود هذه الأسطوانة إلى الدوران، ولكن عندما يتقاضى الفرنسي جوميز أو الأرجنتيني فيتو مبالغ تفوق ما يتقاضاه خط الدفاع والوسط للاعبين المحليين في الهلال مجتمعين، فهو أمر جائز في وجهة نظرهم، رغم أن عطاء سلمان يفوق ما يقدمه نصف اللاعبين الأجانب في فريقه.. فهنا أشيد به وتمسكه بطلباته..
طبعًا لن أتحدث عن السوري عمر خربين فالملايين التي تقاضاها وهو على دكة الاحتياط قد تدخله في موسوعة “جينيس”، ناهيك عن أنه لا يستحق اللعب في فريق كبير مثل الهلال..
للأسف أن الكثير من القائمين على إدارات الأندية يضخون الملايين من الدولارات واليورو على اللاعبين الأجانب مبتهجين، ولكن عندما تتحول البوصلة إلى المحليين يبدؤون في ملاحقة وكيل أعمال اللاعب، وقد يصل الأمر إلى الخصومة كونه لم يقنع موكّله بأن يخفض قيمة تجديد عقده، رغم أنه المبلغ لا يوازي ربع ما دفعته الإدارة للاعب الأجنبي..
إدارة الهلال عليها أن تتعامل ماليًّا مع اللاعبين بعيدًا عن تفرقة المحلي وعقدة الأجنبي، فسلمان يستحق أكثر من ذلك، والدور على سالم الدوسري الذي يعد أفضل لاعب في الصفوف الزرقاء بين المحليين والأجانب.. لذا يستحق أن يكون الأعلى قيمة بعطائه وأرقامه.. فلا تتنازل يا سالم..