2021-01-24 | 22:34 مقالات

أسئلة العيش وأسئلة الحياة!

مشاركة الخبر      

- علّمتني الحياة أنّ أمورها لا تصبّ في خانَتَي الصّحّ والخطأ فقط، ولا تقتصر عليهما فقط، هناك الصّحّ والخطأ، وهناك أمور تصبّ في خانة غير الصحيح، دون أن تكون خطأً بالضرورة!. وأمور تصبّ في خانة “ليس خطأً بالضرورة” دون أن تكون صحيحة!. هناك الخطأ والغلط والصّواب والصّح، وهناك أيضًا المُمكن والمُحتمل والـ”يجوز” والـ”ربما”، وأكثر!.
- أن نَصِفَ رأي، أو فكر، أحد ما، بأنه قويّ، أو متماسك، أو ثريّ الدليل والدلالة، كل هذه صفات ثناء. وهي تختلف، وتفرق، كثيرًا، عن وصف ذات الشخص، بأنه صاحب رأي “ثابت”!.
لا أجد في “الثبات” صفة حسنة حين يتعلّق الأمر بالفكر!. أتحدث عن الفكر عمومًا، الجمالي والنقدي والأدبي والفني والفلسفي والعلمي والاجتماعي والسياسي!. في هذه المجالات، يقترب “الثبات” من أن يكون مذمّة ونقيصة!.
في الغالب، تجد صاحب الرأي “الثابت” غليظًا، متشنّجًا، غضوبًا، ويعوزه الصبر!. ولا أظنّ أنّه يمكن لمثل هذه الصفات أن تجتمع في شخص، ثمّ يتبقّى له من الحصافة ورجاحة العقل ما يُحمَدُ عليه!.
- الأسئلة التي تنبعث بحكم الحاجة والضرورة والمأزق، نحصل منها عادةً على إجابات تكفي لساعة أو يوم أو عدّة أيام. أمّا الأسئلة التي تنبعث بحكم الفضول، مجرّد الفضول، فهي التي نحصل منها على إجابات تكفي قرنًا من الزّمان، ربّما قرون، ربّما أكثر!. أسمّي الأولى: أسئلة دواعي العَيْش، وأسمّي الثانية: أسئلة دواعي الحياة!.
- يُمكن للأمر أن يكون مُبكيًا ومُقرفًا في نفس الوقت، لكن ليس هناك مُضحك ومُقرِف معًا!. لا يمكن لك أن تضحك من عمل، أو شيء، تراه، حقيقةً، مُقرفًا!. إنْ لاقيتَ أحدًا يضحك من أمر ويصفه بالمُقرف، فاعلم أنه غير صادق في أحدهما: الضحك أو القرف!.
- فيما لو رزقني الله بكاتب، أقرأ له كتابًا، أو مقالةً، أو جملةً، ثم أجدني أقول: “سبحان الله!.. في وقتها بالنسبة لي.. كأنها مكتوبة لي أنا وحدي..!”. فإنني أظل مدينًا لهذا الكاتب، فإنْ هو كتب يومًا، ما لا أفهم أو ما لا أُشَدُّ إليه، سأقول: “ سبحان الله!.. لعلّها في وقتها بالنسبة له، أو لآخَر!، كأنّها مكتوبة له وحده”، وسأنظر للمسألة على أنها حقّ من حقوقه، إن نازعته عليه دخلتُ في الجحود!.
- أظنّ أن الإنسان أرجع، ويُرْجِع دائمًا، حكايات ومشاعر الحُبّ إلى القلب!.
العقل مُولَع بالعموميّات!. يطلب الاقتناع ويهتم بالشروحات لكسب الموافقة والتأييد!.
وَلَع القلب في الخصوصيّات، في الأشياء العاديّة والبسيطة وفي الأمور المُهملة تقريبًا. يقفز فيها، وبسببها، ولا يقفز عنها أو عليها!.
وهو من خلالها، وعن طريقها، يستمدّ أفكاره واعتقاداته، ويُقيم توازناته بالطريقة التي قد لا تتناسب مع بقيّة الناس، ولا تصحّ إلا عليه، ولا تصلح إلّا له!.
العقل يستنتج، بينما القلب يعيش التجربة، يتلذّذ أو يتعذّب بها!. يحسّ بآلاف الأشياء، التي ليس من ضمنها الإحساس بحاجته إلى استنتاج أي شيء!.
- كل الربّابات صُنع مخلوق،..
إلّا صوت عبدالله فضالة: صُنع خالق!.