الهلال بطل السوبر.. احفظوها
في الوسط الرياضي أقاويل أطلقها بعض المنتمين له “عنوة”، وأخذت تدور سنوات طويلة ولم تجد مخرجًا مناسبًا، فكبرت وأضحت من القوانين الثابتة التي لا تُمَس، رغم أنها لا تمس لكرة القدم بصلة..
من ضمن تلك المقولات، ما يردد على أسماعنا قبل انطلاق مباريات الهلال والنصر “الديربي لا يخضع لمعايير فنية”، أو أن بعضهم يحاول أن يلتف على المعنى ويقول: “مباريات النصر والهلال ليس لها علاقة بالأمور الفنية، من يتحكم بالنفسية سيكسب”.. لو كان الأمر كذلك فلماذا لا يدخل اللاعبون كليات علم النفس وتضاف مادة اسمها كيف تكسب الديربي؟!
المصيبة أن المذيع أو الصحافي عندما يسمع هذه الجملة وكأنها أمر مسلم به، فلا يناقش ضيفه الناقد، وكان يفترض أن يقول له: “يا عزيزي الناقد أنت قديم في فكرك، كل شيء تطور من حولك إلا نظرياتك”..
في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الذي جمع الهلال والنصر عام 1995م، وكسبها الأصفر 3ـ1، أذكر المباراة جيدًا، فلقد كانت الصفوف في الفريقين مكتملة وحضرت بالطبع عبارة “الديربي لا يخضع لمعايير فنيّة”، وفي لمحة وأثناء هجوم الهلال على مرمى النصر بحثًا عن التعادل، يصطدم أحمد بهجا بسامي الجابر في لقطة غريبة استفزت المعلق محمد البكر وعلق: “بهجا لا يعرف أين يقف؟”، وقبل أن يواصل انتقاده للمغربي كان فهد الهريفي قد مرر كرة سريعة إلى ماجد عبدالله ليسجل أحد أبرز أهدافه وينهي المباراة..
كرة القدم تعتمد على جزئيات بسيطة من يستطيع أن يكسبها لصالحه سيحقق هدفه، وليس لها علاقة بالأمور النفسية.. فهل بهجا عندما اصطدم بسامي كان يفكر في “الطاجن المغربي” الذي وضعه في الفرن، ويخشى أن يحترق أو أنه نفسيًّا غير مهيأ، هو ارتكب خطأ فنيًّا تعاقب عليه هو وسامي بتسجيل ماجد هدفًا رغم أن الهجمة زرقاء..
الأمر ذاته تكرر في نهائي كأس الملك عام 1990م، كسب الهلال النصر بثلاثة أهداف من دون رد، وقبل المباراة حضرت العبارة ذاتها، لكن الأزرق عرف كيف يكسب المباراة من خلال اعتماده على الهجمات المرتدة، فكان أسلوبًا فنيًّا جيدًا من الجهاز الفني، ولم تكن الأمور النفسية هي من قاد الحبشي أو التخيفي للتسجيل بل التكتكيك..
قبل أن يتواجه الهلال والنصر اليوم السبت في كأس السوبر، حضرت الجملة من جديد، لكني أرد عليها بنظرة خاصة، وهي أن الهلال فنيًّا هو الأفضل كلاعبين محليين وأجانب، فضلاً عن جاهزيتهم بعكس النصر الذي يفتقد عددًا من لاعبيه المؤثرين.. فعلى الورق الهلال الأقرب للظفر بالكأس، أما الأمور النفسية لو أحضرت إدارة النصر أعتى الخبراء النفسيين ليجهزوا اللاعبين، فلن يغيروا من الواقع الفني.. الهلال هو الأفضل والأقرب للكأس..