رازفان
«جبت لنا الكلام»
لو اختير 100 شخص متابع للكرة السعودية خالين من الميول وسئلوا عن توقعاتهم بمن سيحقق الفوز في مباراة السوبر السعودي، لذهب أكثر من 90 منهم صوب الهلال، ومن رشح النصر سيصاب بتهكم من قبل الفئة الأكبر، فكافة المعطيات تصب في صالح الكتيبة الزرقاء المدججة بالأسلحة الهجومية والدفاعية القادرة على كسب أي معركة..
كنت من ضمن الأشخاص الذين توقعوا فوز الهلال بلقب السوبر، وبنيت ذلك من خلال ما يملكه الفريق من لاعبين مميزين سواء محليين أو أجانب وبدلاء أيضًا هم الأفضل بين الأندية السعودية، وهو ليس رأيي وحدي، بل الكثير يشاطرني إياه وهي حقيقة.. ولو سألت أكثر شخص متفائل في العالم وأخبرته بأن النصر سيكسب الهلال بثلاثية طبقًا لواقع الفريقين، لتخلى عن تفاؤله وبدأ يقرأ في كتب الخروج من الاكتئاب، لكن ترشيح الهلال للفوز لا يعني أن النصر لا يستطيع نيله..
المتابع للمباراة يرى أن هناك أخطاءً فنية بدائية وقع فيها فريق الهلال والفضل فيها يعود إلى المدرب رازفان الذي يبدو أنه لم يجد شخصًا في الإدارة يسأله عن سبب ارتكابها، وقد يكون لنقص الخبرة دور في ذلك..
فلو كان هناك مدرب متابع فقط لفريق الهلال “عن بعد” ويديره عبر “منصة إلكترونية”، دون أن يدخل من بوابة النادي ويمسك بصافرة التدريب، لسار بالمباراة إلى بر الأمان أفضل من رازفان..
من رشح الهلال ليحقق الفوز وأنا أحدهم لم نكن مخطئين أو نلام على توقعاتنا، فهي مبنية على واقع، لكن من تقع عليه اللائمة هو المدرب “الكبير” الذي “صغّر” الزعيم وحرمه لقب كان قريبًا منه، بل الأدهى والأمر أنه كان سببًا في النتيجة الـ”تاريخية”..
رازفان أخطأ في التشكيلة التي بدأ بها المباراة، وكرر “كوارثه الفنيّة” في قراءته لمجرياتها والتغييرات التي أقدم عليها، وكانت سببًا في الخسارة، فاللاعب الذي لا يستحق اللعب أساسيًّا تجده في أول القائمة، ومن يقدم مستويات مميزة يجلس على الدكة..
تفرح وأنت تشاهد الهلال من بعيد.. أسماء لاعبين لامعة.. وإدارة لا يمسها الانتقاد.. ومدرب يملك حصانة إعلامية زرقاء.. لكن ما الفائدة من ركوب الدرجة الأولى في طائرة قائدها لا يفرق بين الإقلاع والهبوط..
إذا أراد الهلاليون العودة من جديد فلابد من مواجهة إدارة النادي على أخطائها من قبل الإعلام الأزرق، وأن يكون الكثير منهم صادقين مع ناديهم بدلاً من “التطبيل” واتباع سياسة “التضليل”، وأول قرار يفترض أن تتخذه الإدارة هو إقالة رازفان.. فليس هو المدرب الأنسب حاليًا.. فإخفاقاته تتخطى إنجازاته..