صبح.. جرس..
خطر.. وترجمة!
- الصبح كائن حيّ: “وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ”!.
- للاستيقاظ فجرًا، لذّة لا تغيب نشوتها عن وجه صاحبها، اللهم إلّا إذا كان يستيقظ على جرس مُنَبِّه!.
- حتّى لو كانت موسيقى “ضوء القمر” لبيتهوفن، على ما فيها من هدوء وهدهدة، هي المُنبعِثَة من المُنَبِّه، فإنها مؤذية!، والرخيم فيها وخيم!.
- للفجر نظرة وكبرياء ونَفَس، كنظرة المعشوق وكبريائه ونَفَسِه!. يعرف إن كان الآتي مُقبلٌ عليه لذاته ومن ذاته، أم بدافعٍ دفعه، وبعاملٍ خارجيّ أتى به في موعده!.
- الصُّبح يجفو ويعتب وربما يصُدُّ، مثلما يتلّهف للملاقاة، ويبتسم للصحبة، ويصفح لحظة العناق الصّادق المنبعث من رغبة الإنسان الدّاخليّة للعلاقة!.
- ويترنّم الشاعر محمد علي السعيد:
“ وش “زَيّ” شمس يْتفصَّل من وَلَه “زِيّها”؟..
كــأنّـهـا بـنـت فـي درب الــهـوى هايمه!
بعض الصباحات تـسـبـق بـالفرح ضَيّها..
و بعض الصباحات مـثـل اصحابها نايمه! “
•••
- مَن الأكثر خطرًا على الناس والمجتمع: التّافه السّطحي التهريجي المكشوف والمُعلَن عنه من خلال تقديمه لنفسه بنفسه في تطبيقات السوشال مديا على هذا الشكل، أم ذلك الذي يتمتّع بصفة أكاديميّة، أو يتصرّف على أساسٍ قريب منها، متّخذًا من الوقار شكلًا، لكن وما أن تتتبّع نتاجه ومقولاته وكتاباته وآراءه، وحضوره التلفزيوني، حتّى تجدها في منتهى التفاهة والسّطحيّة؟!. ليس أكثر من شعارات فارغة، لا مضمون ولا عُمق!.
- مَن الأحقّ بالكلمات القاسية؟!. شخص لا يقرأ، لكنه يقول ذلك عَلَنًا، لا يُنكره ولا يدّعي نقيضًا له، مستهزءًا بالمثقّفين كلّما أُتيحت له فرصة!، أم شخص لا يقرأ، فإنْ مرّت عليه عبارة برّاقة بالصّدفة، سرقها، ونسبها لنفسه!، فإن لم يسرقها: حوّرها، وكلّما حوّرها أفسدها!. يتّخذ هيئة المثقّف الرزين!، والمفكّر الحزين!، يُملي على الناس أفكارًا باليةً، بسجعٍ منبريٍّ، لا تستسيغه غير أذُنٍ لم تجرّب من ألوان الأدب وتنويعاته غير المواعظ!.
•••
- كنت قد تحدّثت، مرّة على الأقلّ، عن تشكّكي في أحقيّة ترجمات مكتبة سعودية شهيرة، بالاحترام والتّقدير!. فالمكتبة، التي لا تضع اسم المُترجم على مطبوعاتها، بصفتها دار نشر، لا تكشف إلا عن استهانتها بقيمة المُترجِم!، وهي استهانة نابعة إمّا عن جهل مخزٍ، في فهم طبيعة ودَوْر وأهميّة المترجِم!، أو عن استغباء تجاريّ للقارئ!.
- لكن، قبل أيام، وصلتني ملاحظة، نابهة، وقد تواضعَتْ فأخذتْ شكل السؤال!. كانت هذه الملاحظة الجديرة بالاحترام، والتأمّل، والبحث والمناقشة، من الصديق الشاعر “زايد الرّويس”: “سؤال شاطح : لماذا لا يحصل مترجمو الأفلام الأجنبية على شهرة مترجمي الأعمال الروائية “الكتب” رغم أن الأفلام غالباً مستقاة من الروايات نفسها”؟!.
- بغض النظر عن كَوْن الأفلام الأجنبيّة مستقاة من روايات أم لا، فإنّ السؤال يستأهل الوقوف عنده. الاسم الوحيد الذي نعرفه، وله شهرة واسعة، في جيلنا على الأقل، هو “أنيس عبيد”، حيث كانت كل الأفلام، وربما البرامج، الأجنبيّة، تقريبًا، تحمل اسمه: “معامل أنيس عبيد”!. فعلًا: لماذا يختفي اسم مُترجم الأفلام، ويضيع حقّه الأدبي؟!. ومع “الدّبلجة” يصبح السؤال أكثر أهميّة!.