وداع رازفان ودموع الفرح
في مشهد مضمونه “التراجيديا” ولكن في أصله “الكوميديا”، يودع رازفان مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم المُقال اللاعبين، وفجأة ذرفت عيناه من هول الوداع ويبدو أن القطرات انتقلت إلى بعض اللاعبين فبادلوه الدموع “طبعاً بعض اللاعبين الأساسيين”.
المتابع للمشهد بعد بث الحساب الرسمي لنادي الهلال صوراً من إنجازات المدرب المُقال وصاحبه حسابات أخرى ممن طالبوا بإقالته يحتفون به بعد القرار، وكادت دموعهم تتساقط يصاب بالدهشة.. هذه “الدربكة” في المشاعر لا يستطع أعظم مخرجي هوليوود تحويلها إلى فيلم سينمائي، أحدهم دخل في نقاش حول رازفان ووصفه بالمدرب العظيم صاحب الإنجازات والثلاثية التاريخية مع الهلال، طبعاً بالنسبة لي أدرك أن الإنجاز لا يمكن أن ينسب إلا اسماً للمدرب رازفان، ولكن فعلاً فالهلال يملك لاعبين تربطهم بمنصات الذهب صداقة وطيدة.. فسألته هل أنت مع إقالته فأجاب بنعم.. هنا الحلقة المفقودة في قضية رازفان والهلاليين.. الكثير منهم يرى أنه مدرب عظيم وصاحب إنجازات، وفي الوقت ذاته كانوا يطالبون بإقالته.. منذ أن تولى رازفان تدريب الهلال وكنت أعلم بأنه يفتقد شخصية المدرب وكانت الأخبار التي تصل من البيت الهلالي ولم ينقلها الإعلام الأزرق تشير إلى أن هناك ربكة وأخطاء عدة، ولكنها لم تخرج بعيداً عن النادي.. وهذا من سر نجاحات الزعيم عن بقية الأندية.
إخفاقات الهلال مع رازفان كانت بسببه، وسياساته التدريبية، والإنجازات التي تحققت ليس هو من وضع خلطتها، كاد بأخطائه حرمان الهلال منها.
في أول مباراة بعد إقالة المدرب رازفان يفوز الهلال بثلاثة أهداف مقابل هدف على الاتفاق في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ورغم أن المدرب البرازيلي ماركي لا يملك سجلاً كسابقه، إلا أنه استطاع أن يعيد قليلاً من بريق الهلال الذي خفت على يد رازفان..
على الهلاليين أن يذرفوا دموع الفرح على ابتعاده ويبتهجوا بعودة التوهج لناديهم الذي أرى أنه سيحقق لقب الدوري على يد مدرب فئة الشباب.. بعد أن يلم البعثرة الفنية التي ورّثها له، ويعيد ترتيب أوراق الفريق، ويبدو أنه أمام عمل كبير، فما أفسده رازفان ليس من السهل إصلاحه، لكن ما يميز الهلال عن بقية الأندية أنه يستطيع أن يعود إلى الطريق الصحيح المؤدي إلى المنصات في وقت قياسي.