فقير الهوايات والمتشائم!
ـ فقيرٌ مَن ليس لديه هواية!. حياة بلا هواية مُجدبة، وصاحبها فقير، لا يمكن مساعدته بغير الدّعاء له!.
ـ الهوايات نِعْمَة من الله، وهي موزّعة على النّاس أكثر من المواهب بكثير!.
ـ من يمتلك موهبة يسعد بها. حتى وإن أشقته موهبته، فإنه يجد في هذا الشّقاء سعادة!. ومن يمتلك هواية يسعد كذلك، حتى إنْ أحزنته بعض النتائج!.
ـ الهوايات تُشعرك بأنّ الدّنيا جميلة، وتُبقي الآمال زاخرة!. ومن ناحية أُخرى تُشعرك بأن هموم الدنيا ليست بهذا الثُّقل!.
ـ خذ عندك، مثالاً، محبّي كرة القدم، المُولعين بمشاهدتها ومتابعتها: لو فكّر أحدهم، لَوَجَدَ نفسه رَمَتْ كل همومها ونَسِيَت متاعبها، على مدى أكثر من ساعة ونصف، مرّة في الأسبوع على الأقلّ، ولم تنشغل ولم تهتم بغير المباراة وتقلّباتها ونتيجتها!.
ـ يُمكن، بقليل من التفكير في هذا الأمر، اكتشاف كم هي الحياة بسيطة وجميلة!. فالهموم التي قَدِرنا على رميها ونسيانها تمامًا، لأكثر من ساعة ونصف، نقدر على رميها ونسيانها وتجاهلها طول العمر!. أو على الأقلّ لمدّة أطول، بما يسمح لنا بحياة أقلّ شقاء وأكثر بهجة!.
ـ فقط نحتاج التدريب على ذلك!.
ـ من لا يمتلك هواية، أو أكثر، لن يستمتع مهما قدّمت له الدّنيا أشياء حلوة ومبهجة وجميلة!.
ـ فقر الهواية مثله مثل فقر المال وفقر المشاعر، لا يقلّ خطرًا ولا ضررًا!. وربما لو أنني لم أجرّب فقر المال، وأعرف مرارة العَوز، سنين طويلة، لقلتُ إن فقر الهوايات يزيد!.
* * *
ـ لا أطيق المتشائم، لا أطيقه بكل ما لهذه الكلمة من نفور. ولأسباب أخلاقيّة، على الأقلّ، أشعر معه بانقباض، ومنه بتقزّز، وتجاهه بقرف!.
ـ تَخَيَّلْ وجود شخص يحدّثك عن حنان أمّه بتشكّك، وعن رعاية أبيه بغايةٍ مُبهمة في قلب أبيه، وبتخوّف من اقتراب أشقّائه منه، وبظنون ليست طيّبة في أبنائه، وبتوجّسٍ منك طبعًا!. هل يمكن لك احتمال كل هذا؟!.
ـ المتشائم، باختصار، يكشف عن كل هذا وأكثر، تجاه من هو أرحم وأعظم وأقرب إليه منك ومن كل هؤلاء: من خالقه ورازقه ومدبّر أمره، من الله!.