ضِلْع
أعوج!
ـ غير “الصِّراط” لا مُستقيم!. يأتي به “الهَدْي” ولا يأتي به العِلْم. اللهم: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ”.
ـ تحسّس أينشتاين شارِبَيْهِ ودار في غرفة مكتبه الصغير حتى كاد يصطدم بالجدار أكثر من مرّة، قبل أن يُثبت خطأ بديهيّة إقليدس الهندسية، وينسفها إلى الأبد!.
تلك البديهيّة التي من فرط ما استقرّت في الزمان، تمدّدت من الهندسة إلى الفلسفة: “الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين”!.
ـ إلى اليوم، وفي جلسات وحوارات ونصائح لازمة أو لامزة!، نستعيد نفس القانون، للتعبير عن نزاهة ما في تصرُّفٍ ما، أو للتعبير عن سفالةٍ ما في تصرُّفٍ آخَر!.
ـ وفي كل مرّة يمدّ أينشتاين لسانه ساخرًا: القانون ليس صحيحًا!، وهو لا يصلح لغير تعليم أوّلي في المدارس، ولبناء منزل أو عمارة هي مهما كبُرَتْ فإنها على كوكب صغير لا يكاد يُرى!. مع الأخذ في الاعتبار أنّ صلاحيّته هذه لا تعني صحّته أيضًا!.
ـ الصّلاحيّة لا تعني الصِّحَّة!، هي فقط تعني أنه مناسِب ويفِي ببعض الأغراض في بعض الحالات!، أمّا الصِّحّة فشيء آخر!.
ـ ليس هناك خط مستقيم في هذا الكون أصلًا!. جرِّبْ رَسْم خط مستقيم على ورقة. تظنّ الأمر سهلًا وأنّك نجحت!. هذا الظّن الخاطئ يحدث بسبب نسيانك العيش على أرض كرويّة أو شبه كرويّة!. هل يمكنك رسم خط مستقيم على بيضة دجاجة؟! على كُرَة قدم؟! الخط سينحني!.
ـ سيحاول بعضهم رسمه صغيرًا ليبدو مستقيمًا!. خداع نفس!. كبِّر الصّورة على الكمبيوتر وسوف تراه منحنيًا!. وعليه فإنّ كل خط مستقيم على هذه الأرض ليس مستقيمًا في حقيقته: كبِّر الصّورة!.
ـ المشكلة أنّ ألبرت أينشتاين أثبت أن مسألة الانحناء هذه لا تخصّ الأرض فقط، ولا المادّة فقط، وأن الفضاء كلّه، بما فيه الفراغ، لا يتشكّل ولا يتحرّك ولا يمكن السير فيه بغير انحناءات دائرية أو حلزونيّة أو قريبًا منهما!.
ـ الاستقامة مسألة عقليّة، أو روحيّة، أمّا في المادّة، فلا استقامة ولا خط مستقيمًا!. كل دربٍ وكل مَسَارٍ في هذا الكون ضِلْعٌ أعوج!.
ـ الكون قائم على “الجاذبيّة” و”العَوَج”؛ فتِّش عن المرأة!.
ـ فيما يخص الطّائرات، يعرف أهلها أنّ أقصر مسافة بين نقطتين هو الخط “الجيوديسي” المتقاصر، وليس الخط المستقيم. وعلى هذا الأساس تُقلِع الطّائرات وتهبط!. الخط “الجيوديسي” أو المتقاصر، تنويعة من تنويعات الضِّلْع الأعوج!. ربما لذلك تعشق النِّساء السفر أكثر من الرّجال!.