في تعلُّم
الرّسم والضّحك!
- “بلكونة” الجمعة مقتطفات من كتاب، أو من مجموعة كتب، اليوم نقطف من ثلاثة كتب. ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!،..:
• من كتاب: “الوعي والفن” لـ”غيورغي غاتشف”. ترجمة: د. نوفل نيّوف. سلسلة عالم المعرفة “الكويت”:
- عيوب مُمَوّهَة:
تقول إحدى مأثورات “لاروشفوكو”: “إنّ فضائلنا تكون في معظم الأحيان، عيوبًا مموّهَة”!،...، وإذا كانت الحقائق حتى الآن قادرةً على أنْ تُقال في شكل إيجابي، ذي دلالة واحدة، بصيغة قاعدة: “افعل الخير فإنّه يجلب لك النِّعْمَة”، فإنّ “لاروشفوكو” يكتب قائلًا: “كثيرًا ما نفعل الخير لنتمكَّن من فعل الشَّرّ دونما عِقاب”!.
- في تعلُّمِ الرّسم:
إليكم ما يقوله “ليناردو دافينشي” في مُؤلَّفِه “تعلُّم الرّسم”: لن أنسى أنْ أضع بين هذه الوصايا، طريقة مُبتَكرَة جديدة في المُعالجة، رغم أنها يُمكن أن تبدو تافهةً بل مُثيرةً للضّحك تقريبًا!، وإنْ كانت ذات فائدة كبيرة في حثّ العقل على مُختلف الابتكارات. ويحدث هذا إذا ما رحتَ تتفحّص جُدْرانًا ملطّخةً ببُقع مختلفة، أو أحجارًا من أنواع مختلفة، فإذا ما احتجت إلى ابتكار تصوّر لمكان ما، استطعتَ أن ترى، وبشتّى الأشكال، مثيلًا لمناظر طبيعيّة مختلفة، تُزيّنها الجبال والأنهار والصخور والأشجار والسّهول الشاسعة والوديان والهضاب!، وتستطيع فوق ذلك أنْ ترى ثَمَّةَ معارك مختلفة، وحركات سريعة لأجسام غريبة، وتعابير وجوه، وثيابًا، وعددًا لا يُحصى من أشياء يُمكنك أنْ تجمعها في صورة متكاملة جيّدة...، فلا تحتقرنَّ رأيي هذا الذي أُذكّرك به، ولا تجِدَنَّ ثُقلًا في التّوقّف مرّةً أُخرى والنّظر إلى البُقَعِ على الجدار، أو إلى رماد النّار، أو إلى الغيوم، أو إلى الأوساخ، أو إلى أماكن أُخرى مُماثِلَة، ستجد فيها، إذا ما تفحّصتها جيّدًا، من الابتكارات المُدهِشَة ما يحثّ عقل الرّسّام على ابتكارات جديدة، سواء في ذلك أشكال معارك الحيوانات والبشر، أو مُختَلَف أشكال المناظر الطّبيعيّة والأشياء المُرعِبة، مثل الشّياطين وأشياء مُشابِهَة، تُصبح سبب شهرتكَ!، ذلك أنّ الأشياء الغامضة، تحثّ العقل على ابتكارات جديدة!.
• من كتاب: “صالح هيصَة”. رواية لخيري شلبي. دار الشّروق “القاهرة”:
- العقل:
إنّ كلمة العقل،...، تعني اعتقال الإنسان لأفكاره الجامحة، وضبط سلوكه على إيقاع السّلوك العام، بحيث يكون المرء متماهيًا مع عقليّة الجماعة، فالعقل إذَن تَبْنِيه الجماعة!، ثمّ هي نفسها تُصبِح جلّاده فتقمعه وتفرض عليه تخلّفها وجمودها حتّى تَطِقُّ أجنابه!.
- احترس من الشّبعانين:
“..”: “الجوع سُتْرَة! والشَّبَع فضيحة”!. “..”: بمعنى؟!. “..”: “اللي واخِدْ على الشَّبَع يِعْمِل فضايح لو الأكْل اتأخّر عنّه طَقَّة واحدة! ما بيسرقناش غير اللّي سَرَعْهُمْ الشَّبَع وخايفين لا يروح منهم”!.
- في هجاء الجدّيّة:
“أوسكار وايلد”: إنّ الإنسانيّة تنظر إلى نفسها بجدّيّة أكثر ممّا ينبغي!. وهذه الجدّيّة هي الخطيئة الأولى التي تَرَدَّى فيها العالَم!. فلو أنّ رجُل الكهف تعلَّم كيف يضحك، لتغيّر مجرى التّاريخ!. الجدّيّة هي الملجأ الوحيد الذي يَلُوذُ به ذَوو التّفكير الضَّحْل!.
• من كتاب: “الدَّجاجَة التي حَلُمَت بالطَّيران”. رواية لـ”صن- مي هوانغ”. ترجمة: سعيد الحسنية. الدّار العربيّة للعلوم ناشرون “بيروت”:
- ترديد:
تمتَمَتِ الدَّجاجةُ منزعجةً: “كيفَ أمكَنَها أنْ تحضنَ بيضةً؟ يا للغرابة!”. قَلّدَتِ الفِراخُ أمَّها وردّدَتْ كلامَها: “كيفَ أمكَنَها أنْ تحضنَ بيضةً؟ يا للغرابة!”. كانت الفِراخُ في بداية تعلّمِهَا الكلامَ، ولذلك كانت تُردِّدُ كلّ شيءٍ تقولُهُ أمُّها الدَّجاجةُ.
وبّخَتِ الدَّجاجةُ فراخَهَا بالقولِ: “اسكُتِي، لا يُفترضُ بكِ تعلُّمُ هذا الكلام”. ردّدَتِ الفرَاخُ منْ ورائها: “اسكُتِي، لا يُفترضُ بكِ تعلُّمُ هذا الكلام”.
“يا الله! لا يُمكنني حتّى أنْ أقولَ الأشياءَ الّتي أُريدُ قولَها”!.
- بَرَكَة:
هناك شيءٌ ما يحدثُ في هذا العالَم على الدّوام. هناكَ كائنٌ يموتُ وآخر يُولَدُ. هناك فراقٌ ولقاء في الوقت نفسه تقريبًا. يعني ذلك أنّهُ يستحيلُ علينا أنْ نحزنَ إلى الأبد!.