إسعافات
«وَلْوَلِيَّة»!
ـ “بلكونة” الجمعة مقتطفات من كتاب، أو من مجموعة كتب، اليوم نقطف من ثلاثة كتب. ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، و بعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!،..:
* من كتاب “فن القراءة” لألبرتو مانغويل. ترجمة عباس المفرجي. دار المدى:
ـ ضَرْبَة معلِّم:
ضربة المُعلِّم لـ”وليام كنت” كانت في العام 1735 عندما زرع، برعاية الملكة “كارولين”، شجرة ميّتة في حدائق “ريتشموند”. قُورِنَتْ هذه البادرة على الفَوْر بالطّريقة التي يتمّ بها الاستشهاد بكتابات غير منسوبة لأحد في الكثير من كتابات القرن الثامن عشر!.
ـ حكاية الكَمَان:
..، وتروي قصّة عازف كَمَان موهوب، يُطْلَب منه أنْ يعزف على ثلاثة أوتار فقط، ثُمّ اثنين، ثم وَتَر واحد، وفي النهاية لا وَتَر!، بنتائج واضحة. تنتهي الحكاية على هذا النّحو:
من هذه القصّة، ربّما
تُدْرك الآن هذه الحكمة:
مهما كان لك من بَرَاعَة،
يبقى الفنّ ناقصًا مِنْ دُونِ وسيلة!.
ـ المكافأة:
في الماضي، كان الكُتَّاب أحيانًا، يحتفظون بِجُمْجُمَة مُبتَسِمَة على مكاتبهم، لتُذكِّرهم بأنّ المُكافأَة الوحيدة عن جهودهم هي: القَبْر!.
ـ الإمكانيّة:
برغم ضَعْف وجُزَافِيّة اللّغة: يستطيع كاتب مُلْهَم أنْ يروي الذي لا يُوصَف، ويُضفي شكلًا على الذي لا يُعْقَل، كَيْ يَخسر الشّرّ بعضًا من طبيعته الخارقة، ويُصبح مُخْتَزَلًا إلى بِضْع كلمات لا تُنْسى!.
* من رواية “أوليفر تويست” لتشارلز ديكنز. نقلها إلى العربيّة مُنير بعلبكي. دار العلم للملايين:
ـ إسعافات “وَلْوَلِيَّة”:
الجُوع، وقُرْب العَهْد بالعَسْف والاضطهاد، مُسعِفَان عظيمان لِمَن يَوَدُّ أنْ ينفجر بالبُكاء!.
ـ القَشَّة التي قَصَمَتْ ظَهْر الفلسفة:
الناس كلّهم يعرفون قصّة ذلك الفيلسوف العَمَلِي،..، الذي كانت له فلسفة عظيمة تقول بأنّ في إمكان الفَرَس أنْ تَحْيَا من غير طعام!، والذي أثبتَ صحّة فلسفته هذه بِأنْ قَصَر غِذاء الفَرَس على قَشَّة واحدة في اليوم الواحد!، وكان خَلِيقًا به، من غير رَيْب، أنْ يجعل من فَرَسِهِ حيوانًا مُفْعَمًا بالنّشاط والحيويّة من غير أنْ يُقَدِّم إليها أيْ طعام البَتَّة، لَوْ لَمْ تَمُتْ قبل أربع وعشرين ساعة من تناولها أوّل كميّة موفورة من الهواء النّقيّ خُصِّصَتْ لها!.
ـ تعبير:
..، وهنا ضَرَبَ العجوز النَّزِق الأرض بعصاه ضَرْبَةً عنيفةً، كان من دَأبِ أصدقائه أنْ يعتبروها دائمًا ضَرْبًا من التّعبير الضّمني عن عَرْضِهِ المألوف، كُلَّما أحجمَ عن إفْرَاغِهِ في كلمات!.
ـ حلول جذريّة:
..، فقال الشّمّاس، مُتَبَسِّمًا كَمَا يتبسَّم الرِّجال الذين يَعُوْنَ أنّهم أوسع عِلْمًا من غيرهم: ..، إنّ الإسعاف خارج الملاجئ، إذا ما أحسَنَّا تدبيره، أقول إذا ما أحسَنَّا تدبيره يا سيّدتي، ينطوي على وِقَايَة...، والمبدأ الأساسي الذي يقوم عليه الإسعاف خارج الملاجئ هو إعطاء الفُقَرَاء، على وجه الضَّبْط، ما لا يحتاجون إليه!، وعندئذٍ يَسْأَمُونَ المجيء والإلْحَاح في الطَّلَب!.
* من رواية “الجهل” لميلان كونديرا. ترجمة معن عاقل. المركز الثقافي العربي:
ـ نهر بلا نبع:
كم هو مُتعب: الوفاء الذي لا يكون نبعه من العاطفة الحقيقيَّة!.
ـ ازعاج ونذالة:
من المُزعِج أنْ تقول لشخص أنك لم تتذكّره،...، والاعتراف بذلك لامرأة هو نذالة!.
ـ رسم جمركي ورسم فنّي:
في الواقع، كانت اللّوحَة تعود إلى العام 1955، إلى المرحلة التي كانت فيها العقيدة الاشتراكيّة في الفنّ تتطلَّب الواقعيّة بصرامة: كان المُبدِع يُفضِّل أنْ يرسم كما يرسم الفنّانون آنذاك في كل مكان من العالَم، أي بأسلوب تجريدي، لكنه كان يرغب في الوقت ذاته أنْ يعرض لوحاته، لذلك اضطرّ لإيجاد النّقطة العجيبة التي تتوافق فيها متطلّبات الإيديولوجيِّين مع رغباته كفنّان: كانت الأكواخ التي تُصَوِّر حياة العُمّال هي ضريبة للإيديولوجيّين، والألوان غير الواقعيّة بشكل صارخ هي الهديّة التي صنعها لنفسه!.
ـ خفق وإخفاق:
تقول في سِرِّها، وهي تتذكّر الآن كلّ تلك الوَدَاعَات (الوَدَاعَات الزّائفة والوَدَاعَات المُصْطَنَعَة): مَنْ أخفقَ في وَدَاعَاتِهِ، لا يُمْكِنُهُ أنْ ينتظِرَ شيئًا ذا أهَمِيَّة مِنْ لقاءاتِهِ اللّاحِقَة!.