مقالب رامز..
لا تقتل المتعة
يا مسلم
يتفرّد البسطاء عن غيرهم بعدم الكلفة في إيصال ما يريدون، فجملة واحدة منهم تتحول إلى لزمة “مجتمعية”، هم أطلقوها أرادوا منها التعبير عمّا يشعرون بعفوية فوصل إحساسهم أسرع من صوتهم..
لو جمع أستاذ جامعي الطلبة في قاعته وذهب يحاضر عليهم عن “المتعة” ومفهومها ودلالتها وتأثيرها على النفس البشرية وانعكاساتها على المجتمع، ومساهمتها في تغيير أنماط الشخصيات والتحديات والمعوقات وفسّرها علميًا وتاريخيًا، لن يكون تأثيره كما فعل الشاب البسيط في مقطع الفيديو الذي تحدث عن المتعة من زاويته في مواقف عدة مذيلًا كل موقف بعبارة “لا تقتل المتعة يا مسلم”..
هذا الأمر ليس عيبًا في الدكتور الجامعي أو ميزة في الشاب بطل المقطع ولكنها تبقى مسألة قبول وتأثير..
لا أريد أن أطيل في سرد أبعاد المتعة وتأثيرها حتى لا يتحول المقال إلى محاضرة وبالتالي يسهل “السكيب” في أعين القراء الأعزاء، ولكن ما دفعني إلى ذلك هو متابعة برنامج “رامز طار عقله” الذي يقدمه الممثل المصري رامز جلال وهذا العام تحتضنه العاصمة الرياض للمرة الأولى وهو امتداد لسلسلة برامجه الرمضانية..
الفكرة مختلفة وجديدة والإنتاج عالٍ يفوق الـ 200 شخص ـ بحسب ما ذكرت الجهة المشرفة على العمل الهيئة العامة للترفيه ـ، والإمكانات كبيرة، ومع أول حلقة يظهر رامز كالعادة بشكل مختلف وتبدأ رحلة الكوميديا في طريقة كلامه عن الضيف ومن ثم أثناء المقلب ويختم بلون شعره..
وفي تلك الرحلة الممتعة وتنقلك ما بين الابتسامة والضحكة يقاطعك أحدهم في منتصفها بعبارة: “لا يهمّك ترى كله تمثيل”.. على الفور تتراجع ملامح الوجه المبتهج، وتنزل الشفتان لتغلق على الأسنان، فلقد وأد هذا الشخص ومن هم على نهجه الفرحة واختطفوا البهجة.. فلمثلهم نردد قول الشاب البسيط : “لا تقتل المتعة يا مسلم”..
قبل مشاهدتيّ لأولى حلقات برنامج رامز، تابعت فيلمه “سبع البرمبة”، فضحكت كثيرًا، فلقد تجلّت كوميديا الموقف والكلام في شخصية “الزوج الخائف” التي جسدها رامز جلال، واستمتعت بالفيلم الذي لم يخرج عن إطار التمثيل..
لذا من ينتقد رامز ويقول إنه رجل عصابات “تلفزيوني” خطط ونفذ على تلقين ضيوفه ليظهروا بصورة الواقعية وفي الحقيقة الأمر كله “تمثيل” وتزييف عليهم أن يبعدوا النوايا السيئة ولا يدخلوا في تفاصيل تحرمهم متعة العمل الكوميدي الترفيهي، أو إذا لم يستطيعوا ذلك فليتوقفوا عن “قتل المتعة” ويشاهدوا مقطع الشاب العتيبي.