القنوات السعودية بين الإنصاف والإجحاف
أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون عن إطلاق أكثر من 33 عملاً ما بين مسلسل وبرنامج خلال موسم رمضان 2021م، ويبدو أنه الأضخم في الإنتاج طيلة مسيرة التلفزيون السعودي، وتنوعت سلة الشاشة المحلية ما بين الدينية والدراما والكوميديا والطبخ والمسابقات والترفيه والوثائقية والحوارات وغيرها، ووقفت عن قرب على حجم العمل الكبير الذي تقوم به الهيئة من خلال المتابعة والتواصل مع الزملاء.
أسماء كبيرة لامعة في التمثيل والإعلام يظهرون على شاشة القنوات السعودية هذا الشهر، ويسجلون حضورًا لافتًا، لكن الأصداء لا تصل إلى المأمول رغم حجم العمل الكبير المبذول.
تابعت محتوى التلفزيون المحلي من خلال القناة السعودية وsbc الذي يبث خلال هذا الشهر الكريم، فوجدت أفكارًا جديدة وإنتاجًا ضخمًا وأعمالاً تستحق المشاهدة، ولكن ينقصها شيء واحد فقط.. “الإنصاف”.
مَن يتابع الشاشة من السعوديين من الجنسين الكثير منهم تشكلت لديه صورة ذهنية عن التلفزيون السعودي وما يقدم خلال شهر رمضان منذ سنوات بعيدة، ومهما بذل من تغييرات في المحتوى إلا الانطباع لدى هؤلاء لا يتغير.. فتركيزهم على قنوات أخرى اعتادوا على مشاهدة أعمالها في هذا الشهر والأدهى والأمر أن هؤلاء ينتقدون بحرقة تلك الأعمال في القنوات الأخرى.. ويعودون إلى المتابعة من جديد.
الحكم المسبق أو المبني على الماضي لا يعكس الصورة الحقيقية للواقع وفيه من الإجحاف الكثير، فمباريات كرة القدم لا يدخل المدرب مسلحًا بالتاريخ والماضي ويكتفي بهما ليكسب، بل بأدواته الحالية فهي عتاده للفوز.
من خلال متابعتي لبعض من الأعمال في رمضان، فإن التلفزيون السعودي يتفوق على قنوات عدة اعتاد المشاهدون على متابعتها في هذا الشهر.
لذا.. لا تسلموا عقولكم إلى أهل التسويق يتلاعبون بها، وامنحوها فرصة متابعة التلفزيون السعودي مبعدين الصورة الذهنية السابقة، فهناك جهد كبير قدمه القائمون على هذا الجهاز وكونوا منصفين.