فايز المالكي.. بين المسؤولية الاجتماعية والرقص
لا يزال البعض يعاني القصور في الحكم، والربط بين المعطيات بطريقته الخاصة “المعقّدة” التي يعجز أدهى علماء الكيمياء من حلّها رغم بساطتها في الواقع لكن أصحابها ملؤوا الطريق بالمطبات التي لا يرها سواهم..
الفنان السعودي فايز المالكي اعتاد الجميع على حضوره المكثف في أعمال الخير خلال شهر رمضان من خلال مشاركته في حملات خيرية من منطلق المسؤولية الاجتماعية منها جود الإسكان ومنصة الإحسان، اللتان عكستا مدى الترابط والتلاحم بين مجتمعنا، وجزى الله خيرًا كل من أسهم وشارك فيهما..
وقفت على عمل فايز المالكي من خلال منصة جود الإسكان، وشاهدت عن قرب في الموقع وإشرافه على كل التفاصيل لإنجاح الحملة وتحقق ذلك بالفعل، وليس المجال لشكره على ما يقدم وإن كان كذلك فهو يستحق ولا تندرج تحت بند “المجاملة”..
ما دعا إلى تناول الموضوع هو إطلاق بعض “الهاشتاقات” في تويتر ومهاجمة البعض من خلالها لفايز بعد مشاركته في حلقة مسلسل ممنوع التجول التي جاءت بعنوان “شوقر دادي”، وظهوره في أحد المشاهد يرقص بطريقة كوميدية ليتم تصويره ومن ثم بث المقطع إلى “السوشل ميديا” وتأتي التبعات فيما بعد بحسب سياق الحلقة..
ليست لديّ مشكلة فيمن ينتقد فايز المالكي في التمثيل أو يرى بأنه أخطأ في مشهد ما فيبقى ذلك في دائرة “الذائقة” التي لا يمكن أن يتفق عليها الجميع، فمشهد الرقص من يراه مزعجًا آخرون ضحكوا منه، وفئة استذكرت بعض الأخطاء في المجتمع حدثت بالفعل..
لكن الأمر المستغرب هو خروج بعض المغردين ليكتبوا: “هذا هو سفير أعمال الخير انظروا ماذا يعمل في المسلسل؟!”.. فهنا علينا أن نرد بأن ذلك لا يأتي في خانة “الانتقاد” بل يتمحور في الإسقاط والإسفاف في الطرح..
فايز المالكي يؤدي عمله ممثلًا وهو ما عرفه الجمهور عليه منذ أكثر من 20 عامًا، ولا يعني دخوله في الأعمال الخيرية أن يعتزل الفن فهي مهنته، لكن الأولى أن نشكره على ما يقدم للمجتمع من إسهامات جمّة وارتفاع معيار المسؤولية الاجتماعية لديه، ولا نلتفت لمن يحاول أن يربط بين الأمور بطريقة “متخلفة” ويراها بمنظاره الأسود..