محمد بن سلمان..
«المانشت الأقوى»
عندما يتحدث مسؤول في لقاء تلفزيوني أو حوار صحافي، تسكن الحيرة من يعمل في المطبخ الصحافي بسبب اختيار العناوين، وهي إيجاز الدقائق العديدة أو عدد الكلمات الكبير لإيصال حديث المسؤول بشكل جاذب..
الكثير من الضيوف بحسب مجالاتهم يتركون مساحات كبيرة في حديثهم فيوصلون فكرتهم في أكثر عدد من الكلمات، وهنا تبدأ مهمة من يعمل في التحرير على اجتذابها وتهذيبها والتفتيش عن “العناوين” أو تسمى “المانشتات”، فتتباين حينها القدرات الصحافية بين زملاء المهنة..
في لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، للحديث عن أبرز ما حققته برامج ومشروعات رؤية السعودية 2030 خلال الأعوام الخمسة الماضية، والذي بثه التلفزيون الرسمي وأهم شبكات التلفزة العربية على مدار أكثر من 90 دقيقة، الأمر مختلف، فلقد سكنت “الحيرة” من جديد العاملين في المطبخ الصحافي، ولكن هذه المرة ليست في البحث عن عناوين بل عدم تمكنهم من الاختصار واختيار الجاذبة..
كل كلمة تحدث بها سمو ولي العهد كانت بمثابة عنوان صحافي بحد ذاتها، فلا يستطيع أعتى رجال الصحافة اختزالها في “مانشت”، فلقد سهّل سموه عمل العاملين في الصحافة ولم يتعبهم في التفتيش بين السطور أو اختزال الدقائق للبحث عن عناوين رنانة..
لقاء الأمير محمد بن سلمان رائد التغيير وملهم الشباب “التاريخي” سيطر على جميع منصات التفاعل، فتحدث بلغة الأرقام والفكر مستندًا إلى ذاكرة حديدية فساد الصمت وتوسّع بؤبؤ العين برؤيته على الشاشة ليتحدث عن رؤيته لوطننا الغالي حاملاً معها أحلامنا كاشفًا عن المنجزات التي تحققت في وقت قياسي..
ووسط الحيرة الكبرى في اختيار العناوين لحديث سموه أدركت بأنه يكفي أن تكتب محمد بن سلمان.. فليس هناك عنوان أدل وأكثر وقعًا من الاسم.