استنسخوا سامي
في السعودية
ما إن تذكر معاناة الدراما في السعودية حتى تتصدر مشكلة “الكتّاب” الواجهة، ويرمى عليهم سبب إصابة الشاشة بـ”الفقر الفني”، وعلى الرغم من وجود بعض المحاولات إلا أنها لا ترتقي إلى المستوى الذي يرضي عشّاق الدراما، فيدخلون في المقارنة خارجيا.
الكاتب أو السيناريست النجم بات مادة تكاد أن تفنى ويصعب تكريرها، ولكن إن وجد فإنه يشكل فارقا كبيرا، ويرتكز عليه العمل، فقد يُستغنى عن المخرج ويقوم بدوره المصورون، وكذلك قد يُستبدل الممثلون بالرسوم المتحركة، ولكنَّ القصة أو الحبكة الدرامية أمر أساسي.
في الأعوام الأخيرة، برهن محمد سامي، الكاتب المصري، الذي يعتمر القبعة أيضا ويخرج أعماله التي يؤلفها، أن من يكتب قد يذيع صيته أكثر من بطل المسلسل، وقد يكون لجمال فكرته أن يكتسح نظرات ودلع بطلة العمل.
في الموسم الماضي، تصدى لمسلسل “البرنس”، بطولة محمد رمضان وأحمد زاهر وروجينا، فكان الأفضل بين أقرانه بل تخطاهم بمراحل عدة، المنصفون منحو سامي النجومية مناصفة مع الأبطال، لكن البعض يرى بأن أبطال المسلسل هم سبب النجاح وليس المؤلف.
في سباق الدراما الرمضاني لهذا العام افترق نجوم البرنس عن محمد سامي، لكنه احتفظ بالصف الثاني من الممثلين، فذهب رمضان ليقدم “موسى” فلم يحقق نجاحا باهرا كما توقع الكثير، فتسببت الحملة التسويقية المكثفة للمسلسل في نفخه لكن محتواه إلى حد ما فارغ فنيا، والحال ذاته ينطبق على روجينا.
في المقابل، اتجه محمد سامي بممثلي الصف الثاني معه في البرنس ليقدم مسلسل “نسل الأغراب” بطولة أحمد السقا وأمير كرارة ومي عمر، وكأنه يتلاعب بالأسماء والنجوم، فحقق مسلسله الأفضلية فكان الحصان الأسود في المنافسة.
هنا تكمن قيمة المؤلف، ويثبت أن “الحبكة الدرامية” هي الأساس وليس عضلات البطل أو جمال الممثلة.. فكم نتمنى أن نستنسخ محمد سامي في الدراما السعودية.