بائعة الخضار
و«حماقة» المشاهير
في أجهزة الإذاعة والتلفزيون إدارات خاصة تسمى “الرقابة” مهمتها السيطرة على التجاوزات قبل البث في المواد المسجلة، وكذلك في الصحف هناك أشخاص دورهم متابعة ما بين السطور لكي لا يمرّ موضوع قد يدخل الصحيفة في إشكالات عدة..
وعلى الرغم من تشديد عين الرقيب في الوسيلة الإعلامية على كل ما يخرج من بين يديه إلا أن هناك أيضًا دورات تدريبية وتأهيلية يسبقها اختيار الكفاءات المناسبة لمن يعمل على الهواء مباشرة في مجال الإعلام فيكون لديه حس الرقيب الذاتي عاليًا..
لذا تمثل الرقابة سدًا منيعًا أمام الأخطاء التي قد ينفذ البعض منها من جدرانه لكن بشكل بسيط..
في زمن “السوشال ميديا” تبدل الحال، فأصبحت وسائله تغني الكثير عن الإعلام التقليدي، لكن سد الرقيب لم يصمد أمام التجاوزات والإساءات فتصدعت جدرانه وانهار..
ومن كان يمثل الإعلام التقليدي من أبناء المهنة المؤهلين وممن لديهم الحس الرقابي المتزن استبدلوا بمن يسمون “مشاهير السوشال” أو بالأصح “المهرّجين” فبات الكثير منهم يقدمون الأخبار دون أن تمر على رقيب أو حتى يشعروا من داخلهم أنهم مخطئون في نقلها..
الغالبية من هؤلاء المشاهير لا يلامون فالمجتمع صنع منهم نجومًا ولكن عندما تتبع كيف وصلوا إلى تلك المرحلة من الشهرة والسطوة في العالم الافتراضي تجده ليس بعلمهم أو خبراتهم أو مواهبهم وإنما بالتهريج أو الإسفاف أو كليهما، فعاشوا في نعيم الشهرة لكنهم سقوا الناس من جحيم “التفاهة”..
أقف احترامًا واعتزازًا لما تقوم به النيابة العامة من رصد لهؤلاء “المشاهير” المخالفين وتطبيق الإجراءات النظامية بحقهم، وكان آخرهم ما فعله أحدهم بعد أن قام بتصوير مقطع فيديو لامرأة تقوم ببيع الخضار وتسبب في ردود فعل واسعة، وأهابت النيابة في بيانها بأن على الجميع اتباع الإجراءات النظامية للإبلاغ عن أي مخالفة، دون انتهاك الحياة الخاصة للأفراد أو المساس بحقوقهم المكفولة نظامًا”..
لذا يتوجب علينا أن نجعل الرقيب الذاتي صاحيًا عندما نتجول في عالم السوشال ميديا ليتمكن من التصدي لحماقات الكثير من هؤلاء المشاهير ولا نتردد في الإبلاغ عنهم..