غبار السينما وكسل الدراما
جرى العرف أن صالات السينما العربية تبقى هامدة، والغبار يكسو مقاعدها، وحركة دوران شريطها ثقيلة، والتذاكر تكاد توزع مجانًا لجذب العشاق المتسمريّن أمام الشاشات الصغيرة في شهر رمضان وهو الانتصار الوحيد للتلفاز على الشاشة الأكبر خلال العام كاملًا..
شهر واحد فقط يستحوذ فيه صنّاع المسلسلات التلفزيونية على المشاهدين ويحبسونهم أمام الشاشات وحتى لو عرض المسلسل في صالة سينما مع تقديم إغراءات الفشار والمشروبات فلن يذهبوا.. هكذا اعتاد الغالبية من الشعوب العربية، فتظلّ المسلسلات واللمة العائلية حولها طقس رمضاني يصعب استبداله..
المصريون نجحوا في تقديم الكثير من المسلسلات في موسم رمضان، والغالبية منها كانت أعمالًا من العيار الثقيل والتحضير والتصوير سبق العرض بأشهر، والبعض الآخر لم يسعفه الوقت فدخل المونتاج في الوقت بدل الضائع ووقفوا أمام الكاميرات وهم صيام..
من يشاهد بعضًا من تلك الأعمال المصريّة يشعر بأن الممثلين الأبطال أو المخرجين أو المؤلفين لن يقدموا أي عمل آخر في الموسم وينالوا أكبر قسط من الراحة لكن هذا لا يحدث، فقبل أن ينزل “التتر” على الحلقة الأخيرة من المسلسل ويفصل كيبل التلفاز حتى يطل نجومه متفرقيّن في موسم أفلام عيد الفطر من خلال صالات السينما، فهم يرفضون تسليم الصالات للأفلام الأجنبية فنشاهد “أفيشات” أفلامهم لموسم العيد في كل مكان، وبعدها عيد الأضحى، فالصيف، وتستمر العجلة في التعاقب كما فصول السنة.. وهنا التساؤل الأكبر.. من أين أتوا بالوقت لعمل كل هذا؟
هنا لا نطالب الدراما السعودية باللحاق بمن سبقونا، ولكن على الأقل معرفة مقادير الخلطة وأن تتحول إلى خارطة عمل، فلا يعقل أن لا يطل الغالبية من النجوم السعوديين على المشاهدين سوى في شهر رمضان من خلال الشاشة الصغيرة ولا يوجد أي حضور حقيقي في صالات السينما بعدها.. هذا الكسل الدرامي إن صحّ تسميته لا بد من معالجته، وعلى الجيل الجديد في التمثيل السعودي أن يضع الشاشة والسينما في سلة واحدة ولا يركن على إحداها.