أن تجعل من المكرر فريدا..
فيلم «غضب الرجال»
اشتهر الممثل البريطاني بتجارب عديدة في التخصصات، ولكن اشتهر كذلك بأدوار مماثلة في عمله كممثل. الرجل الذي عمل كعارض، ومنتج، وغطاس سابقًا وفنان قتالي وكذلك ملاكم، عرف عنه دور البطل الخارق في أفلام الأكشن سنة بعد الأخرى.
هذا الرجل لن يكون أحد أفضل عشرة ممثلين في سنة ما ولا أعتقد حتى أنه يطمح لذلك، ولكنه بكل تأكيد يطمح باستمرار بنيته الجسدية الرياضية التي تساعده بالاستمرار في تأدية أدوار مليئة بمشاهد الأكشن والحركة والرصاص المتطاير.
إذًا كيف يمكن أن يتغير هذا التكرار، وهذا التصالح مع الذات في الأداء التمثيلي؟
الجواب بكلمة واحدة “المخرج”.. المخرج هو من يشرف على العمل بالكامل ويظهره بالطريقة التي تناسب رؤيته أو تصوره للفيلم قبل بدايته. هو الرئيس التنفيذي في شركة ومن يمهد استراتيجية الشركة ليعمل بعد ذلك قطاع الموارد البشرية على جلب من يستطيع تحقيق تلك الرؤية الأساسية.. بهذا المثال يكون المخرج.
“جاي ريتشي” رجل يتقن العمل كمخرج ومنتج وكاتب. والأخيرة هي ما غيرت طريقة ظهور ذاك التقليدي “الممثل” الذي بالكاد أعجب بفيلم واحد من أفلامه طوال سنين عمله.
فيلم “غضب الرجال” والصادر مؤخرًا هذا العام، كان مميزًا في كتابته قبل كل شيء، حيث استعان بطريقة سرد الفيلم وكأنه عدد من الفصول ولكل فصل عنوان، ثم هذا العنوان يكون مرتبطًا بارتباط وثيق مع أحداث الفصل الخاص به.
كذلك كتابيًّا تعمد الغموض في سرد الفصول بحيث يبقي المشاهد منتبهًا لمعرفة تركيبة القصة وكذلك الإعجاب بلحظات الكشف عن المفاجآت.. وهذا بالضبط ما حصل.
بعد الكتابة المميزة أتى إخراج العمل، التلاعب بالإنارة، وإتقان فن الصورة ثم من بعدها لإكمال الجمال استعان بالملحن “كريستوفر بينستيد”، ليكمل المشاهد بموسيقى تصويرية عظيمة تبقى في الأذهان حتى بعد مغادرة دار عرض السينما.
لعل النقطة السلبية الوحيدة تكمن في اختيار الممثل الثانوي، حيث إن حدثًا أساسيًّا من المفاجآت انكشف فقط بسبب اختيار ممثل ثانوي عرف عنه أدوار الشر في أفلام ماضية، عدا ذلك أظهر هذا الفيلم الممثل جيسون بشكل يناسب ملامحه الباردة بخلق دور رئيس عصابة يبحث عن انتقامه الشخصي.. الشر هنا يبحث عن عدالة. وهي رحلة فيها شيء من السوداوية الرائعة.