ما بين المجاملات
وجني الأرباح..
«الأصدقاء» يعودون
بعد مرور ما يقارب الـ17 عامًا على بث الحلقة الأخيرة من المسلسل الكوميدي الشهير “فريندز” تم الإعلان عن عودته بحلقة جديدة تحمل عنوان “لم الشمل”، وعلى أن يتم بثها في منصة HBO Max.
الأمر الغريب بالنسبة للجماهير في حين سماع الخبر، وخصوصًا في هذا التوقيت بالذات, المسلسل لا يمر بالفترة الحالية بذكرى سنوية على سبيل المثال، ولم يفقد أحدًا من طاقم تمثيله في حالة وفاة مثلًا بحيث يكون مكرسًا لإحياء ذكراه من جديد، ولا غيرها من الأمور التي قد تشفع للمنصة أن تقوم بعمل حلقة خاصة استثنائية تحمل عنوان لم الشمل. فلماذا العودة في هذا الوقت بالتحديد؟
أعتقد ولا يخفى على الجميع أن الأمور التجارية بالمقام الأول تطغى على كل شيء، بما في ذلك ذكريات الجماهير الجميلة تجاه مسلسل السيت كوم المفضل لديهم. وبالتالي بما أن قناة “اتش بي أو” قد بدأت مؤخرًا في منصتها المنافسة لنتفليكس وأمازون وغيرهم، فهي تسعى جاهدة لجلب أكبر قدر ممكن من الجماهير لمنصتها، وذلك لأجل ترويجها. وما هو أفضل عوامل الترويج إن لم يكن استغلال عناوين قديمة تحمل جماهيرية ضخمة؟ وبذلك فقد تقررت العودة.. فريندز الشهير يعود بحلقة خاصة.
الآن وبعد متابعة العمل، وجدت أنه ارتكز على ثلاثة أمور أساسية لسرد تفاصيله. ما بين المقابلات الشخصية لشخصياته الرئيسية وشعورهم تجاه العمل، فهو أمر قد تكرر ملايين المرات في ملايين المقابلات خلال السنين الماضية، فلا شيء مميز هنا. أما الركيزة الثانية فكانت استقبال أسئلة الجماهير سواء كانوا لمشاهير أم لا وعرض شعورهم تجاه العمل، وهو أمر جديد نسبيًا، ولكنه ليس بالمميز حقيقة، ولم يظهر بالعاطفي كما ينبغي. أما آخر الركائز، الركيزة الثالثة المميزة، كانت في الثلث الأخير من الحلقة الخاصة، حيث حملت الكثير من المشاهد خلف الكواليس وربطتها مع بدايات المسلسل ثم نهايته. هنا كان المميز والشاعري وعداه فقد كان تكرارًا ساذجًا شاهدناه في كثير من المرات.
الأمر الأخير الذي لاحظته في العمل، وأعتبره هادمًا لمخيلة كل المعجبين، الحقيقة المرة كانت أن الممثلين ليسوا بالواقع كما نشاهدهم في المسلسل تلك الفترة ولا كما تركناهم. هم الآن أغراب، لا يلتقون خلف الشاشات، يمثلون الاهتمام، ومرت سنوات طويلة جدًا منذ عرفوا فيها بعضهم، بل وطغت عليهم المجاملات لدرجة أن الممثلين فشلوا حتى بمهمتهم الوحيدة وهي “التمثيل بأنهم مهتمون ببعضهم البعض”.. لعل هذا الفشل هو درس مهم للجماهير، وتذكير شهير لأطفال الجيل الصغير.. الحياة ليست وردية، ومن هو اليوم صديق عزيز قد يكون غريبًا مجهولًا في يوم من الأيام.