ماجد عبد الله..
قلّدوه خارج الملعب
في زيارة إلى المركز الترفيهي “شارع 9” الواقع في شمال مدينة الرياض استمتعت كثيرًا بمكوناته من مطاعم ومقاهٍ ومواقع جذابة وأنشطة وفعاليات تجعل الساعات دون حساب.
الحس الصحافي لا نستطيع أن نبتعد عنه حتى في وقت الإجازة، فخرجت بتقرير صحافي، فلقد تألق الأسطورة ماجد عبد الله وشركاؤه في الموقع الترفيهي الجديد في تقديم تحفة تضاف إلى المواقع السياحية الجميلة في الرياض الحبيبة، ولكن أكثر ما جذبني، بعيدًا عن المكان، هو معلومة حصلت عليها من قبل أحد المسؤولين هناك عندما قال إن ماجد عمل على توظيف أكثر من 16 شابًا وفتاة من أبناء اللاعبين السابقين المستفيدين من جمعية أصدقاء اللاعبين، التي يرأس مجلس إدارتها في المركز الترفيهي.
هذه المعلومة لا يمكن أن تمرّ في تقرير صحافيّ، لكن لا أستطيع أن أخفيها من خلال المقال، فهي بمثابة الدرس المجاني لجميع اللاعبين السابقين من كبار النجوم، وكذلك بقية المشاهير في مجالات أخرى.
ما فعله ماجد يدل على المعنى الحقيقي للمسؤولية الاجتماعية، والدور الذي يجب أن يكون عليه كل مساهم فيها، فمضمونها يجب أن يتخطى الزيارات المتعارف عليها، أو التصوير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو تقديم خدمة فقط لتسجيل الحضور فقط، لكن دون فاعلية أو فائدة طويلة الأمد.
ماجد عبد الله لم يركن إلى نجوميته في الملاعب الكفيلة بأن تجعله مضيئًا في أعين الأجداد والأولاد، فسعى إلى رد الدين لكرة القدم بعد أن غادرها من خلال بوابة المجتمع.
لن أتحدث كثيرًا عن إسهامات ماجد عبد الله في جمعية أصدقاء اللاعبين منذ تأسيسها، واستفادة الكثير من اللاعبين السابقين المحتاجين ممن عانوا الأمريّن بعد الابتعاد عن المستطيل الأخضر وتحولت حياتهم إلى الذبول وكساها اللون الأصفر، قبل أن تحتضنهم الجمعية، لكني سأتطرق إلى مفهومه عن المسؤولية الاجتماعية، فشخصيته لا ترضى بالقشور ولكن تبحث عن اللب، كما هو لاعب يصمت طيلة التسعين دقيقة، لكنه في ثوانٍ من عمر المباراة يحسمها، فلم يكن يركض إلا ليسجل، الفكر ذاته لماجد يتكرر بعد أن هجر كرة القدم، فعرف مشكلة اللاعبين بعد الاعتزال، وسعى إلى احتوائها بشيء يعود عليهم وعلى عائلاتهم بالمنفعة المستدامة.
من الصعب أن يخرج هداف في الكرة السعودية مثل ماجد عبد الله، فرغم اعتزاله عام 1998م لم نشاهد رأس حربة سعوديًا يملأ العين، فعجز اللاعبون عن محاكاته داخل الملعب، ولكنها تبقى موهبة من الخالق سبحانه، لذا أتمنى على الأقل أن يقلدوه خارج الملعب، ويخرجوا بأفكار تخدم المجتمع، خصوصًا الرياضيين المحتاجين وأبناءهم.