مسامير ما بين يوتيوب وفيلم ثم «محافظة»
بدون شك لو سألت مالك نجر أو عبد العزيز المزيني ما هو أكثر شيء تدينون له بالفضل في نجاحاتكم المهنية أو حتى في سياق الشهرة إن صح التعبير، فسيقولون أن لمسامير حظ الأسد في عوامل النجاح سواءً لهم على الصعيد الشخصي أو على شركة إنتاجهم “ميركوت”.
وبالعودة بالزمن إلى سنة 2011، كنا سنشاهد البداية الأساسية لمسامير على منصة يوتيوب، البداية المبدعة والمتواضعة في الوقت نفسه. في ذلك الوقت كانت الجماهير متعطشة للأعمال التي تظهر باللهجة السعودية تحديدًا، حيث إنها كانت أشبه بالمعدومة.. وبالتالي فإن جودة الإنتاج قد لا تكون من الأولويات في ذلك الوقت.
ولكن اليوم هذه الأمور أصبحت من أساسيات العمل السعودي سواءً كان على طريقة الأنميشن الكرتوني، أو حتى على طريقة الأفلام الحية.
مسامير كانت له أصداء قوية جدًا، منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، حيث حقق ما يزيد عن النصف مليار مشاهدة في قناة ميركوت على يوتيوب، وبعد ذلك حينما افتتحت السينما أتت خطوة متوقعة بأن ينتقل مسامير من اليوتيوب إلى السينما بفيلم طويل، وبالفعل هذا ما حصل.
الفيلم على الرغم من إيجابياته وسلبياته، نجح في جذب الجماهير التي تعرف مسبقًا هذا العمل الشهير بعنوانه، والمكتفي بهذا العنوان كوسيلة تسويقية بحد ذاتها، وبالفعل نجح الفيلم في شباك التذاكر، ونجح كذلك من قبله على يوتيوب.
ولكن السؤال الذي راودني حينما انتهيت من الفيلم تحديدًا.. ما هو القادم؟ هل سيكون على شكل جزء ثاني؟ أم إن صناع مسامير سيرغبون بخوض تحدٍ جديد، وهو الخروج بعمل آخر وبشكل مختلف عما اعتادوا عليه في السنين الطويلة الماضية.
والجواب على هذا التساؤل كان “محافظة مسامير”، العمل الذي تم الإعلان عنه مسبقًا في منصة نيتفلكس وصدر مؤخرًا بثمان حلقات لموسم واحد حتى الآن.
شخصيًا وجدت تفاوتًا ما بين الحلقات سواءً في المواضيع أو في قوة الرسم، وهذا أمر متوقع، فالميزانية قد لا تكون كافية لرفع معايير الجودة على أعلى مستوى، لكن المذهل في العمل تحديدًا كان القضايا التي ناقشها وطريقة نقاشه لها، وبكتابة حوارات لم نكن معتادين عليها في مسامير السنين الماضية، العمل نجح بأن يحصل على إعجابي حقيقةً، وأتمنى أن يكون رهان مسامير بهذا الطرح الجاد بوابة لبقية الأعمال لتكون على نفس المستوى.. ولكن يظل السؤال مستمرًا.. ماذا بعد مسامير؟