مسلسل طلال..
وفشل «العندليب»
قبل بداية فيلم “حليم” الذي عرض في صالات السينما بعد رحيل بطله العبقري أحمد زكي، كتب صنّاعه على “التتر” عبارة “أسطورة يجسد أسطورة”، فقد تألق الممثل الكبير في تجسيد حياة الراحل عبد الحليم حافظ رغم أن الشبه بين الاثنين متنافٍ لكن هنا يكمن بيت القصيد..
كبار النجوم يتسابقون على تجسيد سير سابقيهم، وتخليد ذكراهم من خلال تصوير مسلسلات أو أفلام، فهم يستشعرون الوزن الثقيل للنجم الراحل ويحملونه بصعوبة ولكن بموهبتهم يجعلونه سهلًا على الشاشة..
الفن السعودي، مرّ عليه أساطير رحلوا عن دنيانا روحًا لكن أعمالهم لا تزال باقية، ولم نشاهد أحدًا من نجوم الدراما يتصدى لصناعة عمل يوثّق حياة الراحلين بعيدًا عن البرامج..
سعدت كثيرًا بإعلان عمل مسلسل للراحل طلال مداح كما ذكر المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه بمشاركة mbc، ويشكر على تلك الخطوة الجبّارة وبالفعل يستحق صوت الأرض أن تخلّد سيرته في عمل كبير يوازي ما قدمه من عطاء سنوات طويلة..
ولكن السؤال الأهم.. من سيمثل دور طلال مداح في المسلسل؟..
بعض من صنّاع الأعمال الدرامية يضع الشبه أهم نقطة قبل ترشيح الممثل حتى وإن كان فاقدًا للموهبة، فعبد الحليم حافظ أقيمت مسابقة من أجل اختيار الأكثر شبهًا لتصوير مسلسل عنه وبالفعل اختير الممثل الشاب شادي شامل القريب شبهًا من “العندليب” لكنه بعيد عن روحه، فلم يحقق العمل النجاح المتوقع، ولكن عندما جسّد الشخصية أحمد زكي صاحب الملامح الجادة والحادة المتناقضة مع عبد الحليم، عانق روحه، جعل المشاهدين يطلعون على بواطن الشخصية فلم يهمهم الشكل بل الأداء فحقق نجاحًا باهرًا..
مجموعة أم بي سي كانت خلف مسابقة “من هو العندليب؟”، ونجحت في اختيار الشاب شادي لكنها فشلت في تقديم مسلسل حقيقي فاهتمت بالشكل وأهملت المضمون، قبل تصوير مسلسل طلال لا أتمنى أن تتكرر تجربة الاهتمام بالشبه فقط، وأعرف أن هناك ممثلًا يشبه الراحل شكلًا وجسد شخصيته في مناسبات عدة لكنه من المؤكد لا يملك الموهبة والمقدرة اللتين تجعلانه يؤدي دور أحد أعظم من أنجب الفن السعودي..
رسالتي إلى صناع المسلسل الذي لا يزال على الورق.. ابحثوا عن ممثل كبير يقدم لنا شخصية طلال مداح على غرار تجربة أحمد زكي وعبد الحليم حافظ.. فالأهم المضمون.