رابح.. تراك
فـ «الخمسين»
منذ أن صدح بـ “يا نسيم الليل” في مطلع الثمانينيات، وهو لا يزال المطرب نفسه بعد مضي أربعين عامًا، فعلى المسرح له أسلوبه المتفرد، والذي جعله سيدًا للخشبة عندما يقف عليها كما هو الحال لدى أمساكه بها.
المطرب السعودي رابح صقر، انتهج خطًا مختلفًا فلا يكتفي بالصوت ليشاهد تفاعل الجماهير، بل لا بد من إضافة لمساته في حفلاته التي جعلت طبخته لذيذة، لزمات وكلمات وحركات ابتكرها فمنحته الأفضلية على المسرح.
هذا الأسلوب الذي ينتهجه رابح يواجه انتقادًا، أحدهم في حواري معه يقول: “ما يصير فنان عمره في الخمسين ويسوي هذه الحركات على المسرح”، هو يرمي بأن على رابح أن يغير أسلوبه عندما يصعد الخشبة ويحترم وقار العمر الذي وصل إليه.
من يذهب في هذا الاتجاه الرد بسيط، فلو كان العمر يتدخل في تغيير مسار الفن، لما أضحكنا سمير غانم على المسرح حتى قبل أشهر من رحيله، وهو في منتصف الثمانينيات من عمره، ولا اعتزل مئات الفنانين عندما يبلغون الخمسين بحجة أن لونهم لا يتناسب مع عمرهم وهي النظرية الخاطئة لدى البعض للأسف.
أنا مع أسلوب رابح على المسرح، وأن يستمر في فنه وتفاعله مع الجماهير، ولكنيّ ضد البحث عن تفاعل من نوع آخر في عالم “السوشال ميديا”، فهو فنان أعتدنا منه الظهور بشكل متزّن عندما يغرّد في حسابه عبر تويتر أو بقية منصاته الاجتماعية، فنجح في خطه الأول عندما يجتمع مع جمهوره في المسرح، وفشل في الثاني حينما يكون الرابط بينهما إلكترونيًا.
ردود رابح على جمهوره في حسابه أصبحت قاسية ولا تليق به وبخطه الذي انتهجه في تعاطيه مع عشاقه أو كارهيّه، فدائما ما كان يبقي على مسافة للود ولم يقطع خطوط العودة، لكنه في السنتين الأخيرتين تغيّر مساره كثيرًا إلى الأسوأ في ردوده على الجمهور.
شخصية رابح عبر “تويتر” التي ذهبت إلى مناطق “ساخنة” لم نعتد مشاهدته فيها، امتدت لتصل إلى بعض زملائه وتحديدًا الفنان عبد المجيد عبدالله عندما كتب: “سؤال إلى جمهوري الحبيب والعزيز على قلبي، بما أن عبد المجيد عبدالله لاغي متابعتي، وأنا جالس أتابعه الأفضل ألغي المتابعة ولّا أستمر في متابعته، يهمني رأيكم؟”.
إقحام الجمهور في هذا الموضوع يمنحه أبعادًا غير محببة، ويرفع من وتيرة الشحناء، وهو الأمر الذي لم نعتده من رابح.
لذا رسالتي للفنان الكبير: وصلت للخمسين من عمرك وأنت متوهّج، فلا تخسر ما بنيته بأخطاء “إلكترونية” أنت في غنى عنها، فالجمهور “يتفاعل” معك سنوات طويلة عبر المسرح فلا تخسرهم من أجل “تفاعل” في تويتر.