القنوات الرياضية..
ليس في الإعادة إفادة
إذا كان المال عصب الحياة فإن القنوات الرياضية تتنفس المباريات، فلا يمكن أن تصمد القناة في ساحة المعركة دون سلاح “النقل”، ومتى ما تخلّت عنه فإن على مسيريها الابتعاد قبل أن تدق طبول الحرب..
القنوات السعودية الرياضية مرّت بعواصف عاتية جانبتها في مرات ودنت منها في أخرى، لكن أهم ما واجهها في مسيرتها “عين الرضى” التي لم يكن ينظر بها المشاهد السعودي لها، فكانت متابعته “قاسية” نابعة من “الغيرة” بسبب الجارات من القنوات الأخرى المنافسة..
القنوات الرياضية في السنوات الأخيرة وأثناء نقل مباريات البطولات المحلية رافقها أخطاء عدة متكررة، ولكن لا فائدة من ذكرها بعد فقدان المنتج الرئيس.
خروج القناة الرياضية من ميدان المنافسة بهذا الشكل أمر مخجل، ولا يليق بالإمكانات التي تملكها هيئة الإذاعة والتلفزيون القادرة على تغيير هوية القنوات الرياضية وضخ دماء جديدة فيها قادرة على وضع بصمة لدى المشاهد الرياضي حتى وإن كانت تفتقد لنقل المباريات..
تجربة قناة SBC نجحت ودخلت في المنافسة في مجال الأعمال الدرامية والبرامج المباشرة والمسجلة والإنتاج الداخلي والخارجي وحجزت موقعًا في قائمة الأفضل بين نظيراتها، وكذلك قناة ذكريات المولود الجديد للهيئة خطواته سبقت حبّوه وحظيت بثقة المشاهدين..
في المقابل ودعت قنوات سعودية لم يعد وجودها في الفضاء مجديًا، منها الثقافية والاقتصادية وأجيال إلى جانب الثانية، وأخرى خضعت إلى التجديد فتخلصت من الإرث الذي أثقل حركتها وانطلقت بصورة متجددة في مقدمتها الإخبارية والسعودية الأولى..
القناة الرياضية السعودية هي أمام خيارين إما أن تسير على خطى “المغلقة” أو “المتجددة” وكأني أرى الأولى أقرب عطفًا على الوضع الراهن..
لا أعرف ما الفائدة من عرض مباريات في المسابقات السعودية في الموسم الماضي، وحتى المنافسة لم تكن جميلة كونها ليس هناك جماهير، وعُرضت في زمن “كورونا”، والكل يريد نسيانها؟!..
القنوات الرياضية السعودية بحاجة إلى وقفة جادة من مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون بإيجاد صيغة جديدة لها، وتبقى مضيئة، فخسارة نقل المسابقات المحلية ليست النهاية، فمن الممكن البحث عن بطولات محلية لنقلها في ألعاب مختلفة، وكذلك دوري الأمير محمد بن سلمان في الدرجة الأولى، إضافة إلى الاستمرار في تغطية البطولات الكبرى التي تحتضنها السعودية بصورة مختلفة وإطلاق برامج جديدة جاذبة للمشاهدين بدلًا من الركن على إعادة مباريات لا جدوى منها..
السوق الرياضي السعودي بضاعته الإعلامية متاحة ولكن من يستطيع أن يبتاع المادة الجيدة ويترجمها على الشاشة بطعم مختلف؟.