في فيلم ذكريات «هيو جاكمان» يشوه الذكرى
فيلم “Reminiscence” الصادر أخيرًا في دور عرض السينما كان أحد الأفلام المنتظرة لدي لكونه فيلمًا من بطولة ممثل لطالما أحببت أعماله ووجوده على الشاشة. الممثل “هيو جاكمان” يحمل في تاريخه صولات وجولات من الإبداع السينمائي الكبير الذي يجعله أحد الممثلين المميزين المنتظرة أعمالهم دائمًا.
هذا الممثل كانت له نجومية في أكثر من عمل وبمختلف التصنيفات لعل من أبرزها فيلم برستيج في سنة 2006 حينما تعاون مع المخرج الكبير كريستوفر نولان. كما أن الممثل تفوق على نفسه في عدد من الأعمال الدرامية مثل “السجناء” في عام 2013 وكذلك “البؤساء” في عام 2012 وأيضًا سلسلة “رجال إكس” التي اشتهر فيها بشخصية ولفرين إلى أن انتهت بفيلم “لوقان” في 2017.
في عمله الجديد “ذكريات” كانت الصدمة بالنسبة لي وقعها كبيرًا.. والسبب هو أنني توقعت كل شيء عدا الشيء الفعلي الذي شاهدته.
ذكريات هو فيلم غموض ورومانسية وخيال علمي، هذا الفيلم جميل في فكرته ولكنه سيئ في تطبيقها.. الفكرة تقول إن الإنسان يستطيع أن يعيش كل الذكريات وكأنها واقعه الحالي.
قد يكون الإنسان راغبًا في أن يعيش تلك اللحظات السعيدة التي مرت في حياته قبل حدوث مأساة معينة.. مثل العيش من جديد ليوم زواجه مع زوجته المتوفية. وغيرها من الذكريات السعيدة كانت أو السيئة.
“ليزا جوي” مخرجة الفيلم، تبدأ عملها بآلة تتيح للإنسان أن يعود في ذكرياته ليعيش اللحظات من جديد كما لو أنها تحصل لأول مرة. وفي هذا الفيلم تبدأ بالممثل “نك” الذي يؤدي دوره هيو جاكمان بأن يكون محققًا خاصًا ينتقل في عوالم الذكريات للأشخاص من حوله للعثور على الأجوبة.
تبدأ قصة نيك حينما تدخل عليه امرأة ترغب في الدخول لذكرياتها لأجل سبب بسيط، وهو معرفة أين وضعت مفاتيحها. ومن هذه اللحظة تتحول هذه المرأة إلى هوس بالنسبة له، حيث يقع في حبها ثم تختفي من دون أي مبررات أو أجوبة.
من أبرز مشاكل هذا الفيلم هو تعمقه في تصنيف الرومانسية في بداية أول نصف ساعة لدرجة قاتلة من الملل، وليس هذا فحسب بل إن الفيلم تعمق في تصنيف واحد لدرجة جعلت المشاهد يصاب بشعور غريب وغير مألوف حينما تبدأ التصنيفات الأخرى للفيلم بالظهور. كيف تحول من الرومانسية إلى الآكشن والتحقيق ومشاهد تطاير الرصاص فجأة؟
هذا النوع من الأخطاء يحصل مرتين، مرة في كتابة العمل وأخرى أثناء المونتاج للمشاهد وقرار ما يحذف وما يعرض في الفيلم.. كيف غابت فكرة أن الفيلم منقسم إلى عملين عن جميع طاقم العمل وعلى رأسهم المخرجة؟
للأسف تجربتي السينمائية مع هذا الفيلم كانت صادمة، وجعلتني أقول وبكل ثقة إنه أحد أسوأ الأفلام الصادرة هذا العام، بل إنه ذكرى مشوهة لممثل كبير.