تلفزيون
قهوة عصفور
يوم أمس الأول عشت وعاش الكثير من الجماهير السعودية يومًا عصيبًا بسبب النقل التلفزيوني لمباراة منتخبنا السعودي الأول أمام منتخب عمان الشقيق ضمن الجولة الثانية لتصفيات المجموعة الثانية لمونديال 2022م والتي انتهت ولله الحمد في مسقط من صالح منتخبنا بهدف دون مقابل سجله اللاعب صالح الشهري ليتصدر أخضرنا المجموعة التي تضم اليابان وأستراليا وعمان وفيتنام والصين متساويًا مع منتخب أستراليا صاحب الأحقية بفارق هدف عليه.
والمدهش أننا نعيش في عصر الثورة المعلوماتية ونعاني من هذا الحرمان والتخبط والسبب كالعادة يسجل ضد مجهول فالبعض من الجماهير حمّل المسؤولية الكبرى لهذا الحرمان والركض والبحث والعودة إلى النقل الأرضي للناقل الرسمي والذي ينطبق عليه المثل المعروف بتقليد الغراب لمشي الحمامة فلا هو الذي أجاد الخطوات الجديدة للحمامة أو بقي على خطوته السابقة وضاع بالتالي في النهاية.
والقول للعامة لو بقينا على الناقل الرسمي للبطولات الآسيوية السابق أفضل إذ يملك إمكانيات وخبرات ومعدات والبث الواضح وبعض المعلقين المعقولين على عكس ما شاهدناه يوم أمس الأول من تأخر الصورة وعدم الثبات والصراخ بدلًا من التعليق ناهيك عن مشكلات النقل مع ضعف شبكة الإنترنت في بعض المنازل أو المناطق هذا لمن كتب له الحظ وشاهد المباراة كاملة. والغريب أن كل هذا ونحن مشتركون في عملية النقل بمبالغ مالية منذ وقت مسبق والأغرب أننا لا نعرف من المسؤول عن هذا التوهان الذي عشناه منذ الساعة السادسة أي قبل مباراة الأمس بساعة. ولقد ترحمت على أيام الطفولة قبل خمسين عامًا تقريبًا حينما كنت أذهب إلى قهوة عصفور بحي جرول في مكة المكرمة بجوار منزل ابن عبد الله السليمان العتيق لمشاهدة المباريات التي تأتي في اليوم التالي باللون الأبيض والأسود فكانت الأمور واضحة للمشاهد فالمباراة تنقل بموعد في اليوم التالي والمذيع يصرح بذلك ونذهب إلى القهوة ونشاهدها في نفس الموعد ولا يوجد تقطيع أو تأخر في البث وأنت لا تحتاج إلى مساعدة محلات الدشات أو الاستعانة بصديق من أجل البحث عن معلومة أو اشتراك من خلال الدفع المسبق إلخ ....البربغندا التي عاشها ما يقارب من عشرة ملايين مواطن ومحبين لهذه اللعبة وهذا الأخضر البراق فأنت تحتاج إلى براد شاهي لكي تعيش السلطنة مع المباراة.
ولكن للأسف من الصعب العودة إلى ذلك الزمان في ظل التكنولوجيا الرقمية التي نجحت في وسائل عدة وعلى رأسها تطبيق توكلنا الذي أبهر القاصي والداني
ولكن مع نقل المباريات للدوري أو غيره لا نزال نعيش وفق أغنية أم كلثوم “عاوزنا نرجع زي زمان أقول الزمان ارجع يا زمان”.