2021-09-10 | 20:15 مقالات

«شاهد» لكن الجمهور ما شفش حاجة

مشاركة الخبر      

45 عامًا مضت على عرض مسرحية “شاهد ما شفش حاجة”، وعلى الرغم من ضعف الإمكانات الإخراجية والتقنية يومها، إلا أن كل من يشاهدها يضحك وكأنه يلتقيها للمرة الأولى. فقد شكّل اسمها عنوانًا للبهجة التي نفذها بمزاج عالٍ “بهجت الأباصيري” الفار من “مدرسة المشاغبين” تاركًا زملاءه يكبرون في “العيال كبرت” وذهب ليقدم شخصية الشاب البسيط صديق “الحيطة”.
كلمات وحركات عدة أطلقها الزعيم عادل إمام في المسرحية الخالدة أضحت “أيقونة الضحك” ولزمات تستخدم إلى الآن، أذكر جيدًا مكالمة صاحب محل الفيديو يهددني غاضبًا كوني تأخرت في إرجاع المسرحية، فشاهدتها أكثر من مرة واضطررت إلى دفع مبلغ 10 ريالات غرامة تأخير، على الرغم من أنها كانت لا تخلو من “التقطيع”..
في هذا الزمن محظوظ روّاده فلا يتكبدون عناء “رهن البطاقة” وقبلها الذهاب بسيارة أجرة والعودة مشيًا ودفع 5 ريالات لاستئجار فيلم أو مسرحية فكل ذلك استبدل بضغطة زر، ومن الدلال أيضًا تم “تلوين” المسرحيات لهم..
لن أطيل في حديث الذكريات لكنها مقدمة لما نحن عليه من تطور في مجالات عدة، وهنا أشير إلى منصة “شاهد” التي نجحت في جمع مكتبة كبرى من الأعمال التلفزيونية القديمة والجديدة وتقدمها بجودة عالية، ودخلت في الإنتاج فبثت أعمالًا حصرية متقنة. جمعتني أكثر من جلسة مع صنّاع المشروع قبل أن يكبر وسمعت منهم في الأمس البعيد خططًا هي ما أشاهدها اليوم واقعًا مميزًا..
سعدت كثيرًا بأن تفوز “شاهد” ببث مباريات المسابقات السعودية في كرة القدم، فمجموعة أم بي سي هي الأقوى تلفزيونيًا وإنتاجًا في الشرق الأوسط في مجالات عدة ومن هنا بنيت سعادتي لثقتي بأن المشروع سيمشي قبل أن يسنن، لكن ذلك لم يحدث فخطواته بدت غير متزنة وعاد بنا إلى زمن الحبو في نقل المباريات في وقت لا يطاق فيه العودة إلا لمشاهدة مسرحية تضحكنا..
نعيش في أيام عنوانها “جودة الحياة” فلا نرضى بالقليل، فالعبارة القديمة “وسّع صدرك” التي كان أثرها كالماء بالبارد يطفئ نيران الغضب لدى أجيال سابقة لم تعد مجديّة في هذا الزمن..
شاهدنا ما حدث من أخطاء في قنوات SSC ومنصة شاهد في النقل سواء في “تقطيع” البث أو التأخر في تفعيل الاشتراكات، وحصرها الخبير التلفزيوني عبد الله المقحم في تصريحه إلى الرياضية في عربة النقل ونقص الكوادر ومشاكل تقنية أخرى، وهنا لابد من الأستفادة بأهل الأختصاص..
كان يفترض ألا تفتح القنوات الناقلة أو المنصة مجالسها للمدعوين من المشاهدين والأثاث في المستودعات.. جميعنا نبحث عن النقل بجدوة عالية بعيدًا عن أخطاء “بدائية” قد نتجاوزها عند مشاهدة مسرحية وليس مباراة تبث على الهواء مباشرة.. فلأهل “شاهد” وقنوات SSC نريد ان نشاهد “حاجة” عليها القيمة..