2021-09-17 | 20:50 مقالات

يشتغل في «الترفيه».. لا تزوجونه

مشاركة الخبر      

شاب يتقدم إلى فتاة في وقت ما يسمى “جيل الطيبين”، كل صفاته تبدو ملائمة لهذه الخطوة المصيرية، لكن ينقصه فقط مفتاح القفص الذهبي، فيسأله والد الفتاة قبل شرب فنجال القهوة الذي ينظر إليه بأنه “شربات” كون أموره يعتقد بأنها تسير كما يجب، لكن السؤال.. “وين تشتغل؟!”.. فيجيب “لاعب كرة قدم”.. فيجعله الأب يكمل ما بدأه في شرب القهوة قبل أن يصدمه بعبارة “ابحث عن عمل حقيقي وليس ترفيهًا وحياك وقتها”.
ذلك المشهد تكرر كثيرًا مع الوظائف التي لم تصنفها “التأمينات الاجتماعية” في ذلك الزمن، وأدرجها الأب ومن يسير على فكره في بند “الترفيه”، منها سائق التاكسي و”الشيف”، والعاملون في مجال الفندقة وكذلك في مواقع الترفيه في زمن “الطيبين” الذي سرعان ما يتحولون إلى “شرسين” في حال واجهوا من يعارض فكرهم، وعلى الرغم من التطور الذي نعيشه في الأعوام الأخيرة إلا أن جزرهم يجابه المدّ وإن ضعف.
في منظور الأب بأن وظيفة اللاعب هي اللحاق بجلدة منفوخة ويتصارع مع الخصم ولا تتخطى كونها ترفيهًا، لكنه لا يدرك بأنها لعبة بُنيت عليها اقتصادات دول وقارعت السياسة في أهميتها بعد أن أصلحت ما يدور في دهاليزها، وغيّرت حياة اللاعبين إلى الأفضل وتحولوا فيما بعد إلى رجال أعمال ناجحين يملكون شركات خاصة والشواهد عدة حولنا.
وكذلك الطباخ وموظف الفندق، وكل وظيفة نظر إليها سابقًا بفوقية، بات المنتسبون لها يحققون أرباحًا مجزية لم تسجله الوظائف التقليدية، وطبعًا لمن أهتم بتطوير أدواته وسعى إلى الكمال فحصل على ما يدنوه بقليل.
في زمننا الراهن تنوعت الفرص الوظيفية، ولم تركن على كرسي ومكتب أمامه، وانتظار حلول الساعة الثانية ظهرًا للخروج وشرب كأس اللبن بعد وجبة غداء دسمة والنوم إلى العشاء فالاستراحة وتدور الأيام متشابهة، وهو ما كان عليه الكثير من جيل الطيبين.
الترفيه في الزمن الراهن بمعناه كـ”كلمة” وليس “هيئة” بات صناعة حقيقية، وكل الوظائف التي تنتسب إليه لها مستقبل واعد وقفزات كبرى لا يصل إليها من “يسدحه” كأس اللبن، ولكن الأمر يحتاج إلى مثابرة.
لكل العاملين والعاملات في مجال الترفيه، نحن نعيش تطورًا غير مسبوق، ليس في بلدنا فحسب بل في بلدان عدة في مجال الترفيه والسياحة، لذا افتخروا بمهنكم وأسعوا إلى ضخ كل دماء التطوير فيها وتجاهلوا من ينتقدكم فالمستقبل أمامكم.
كما أن الفرصة متاحة للجميع لتعزيز الدخل الشهري من خلال الفرص المتاحة في مواسم المناطق منه موسم الرياض المقبل في مجالات عدة..