اكسروا
جمود «ذكريات»
ملأتنا السعادة بترجمة هيئة الإذاعة والتلفزيون فكرة معالي الدكتور ماجد القصبي، وزير الإعلام المكلف، إلى الشاشة بدلًا من حبسها بين بنات أفكاره، فخرجت لنا قناة مليئة بالذكريات الجميلة، وترافقك الابتسامة في كل وقت تشاهدها فيه.. كيف لا وهي مخصَّصة لتحريك ذكرياتنا، فنسرد القصص لأبنائنا في ذاك الزمن، ونفرد عضلاتنا كونهم لم يبصروا النور يومها.
أكثر من 14 شهرًا مرَّت على ولادة قناة “ذكريات”، وقد فرحنا كثيرًا بميلادها ومشاهدتها تنافس قنوات عتيدة على الرغم من نعومة أظافرها، وعشنا كل مراحل نشأتها، لكنها طالت كثيرًا في مرحلة “الحبوّ”، وننتظر الوقت الذي تخطو فيه خطوات ثابتة ومتزنة في عالم الفضاء، لكن ذلك لم يحدث.. على الأقل من وجهة نظري.
العاملون في قناة “ذكريات” وبحسب مصادري، إن صحَّت، لا يتخطى عددهم أصابع اليد الواحدة، وهذا لا يقلل من جماليتها وجهدهم الكبير طيلة الفترة الماضية، فقد أطعموا المولود الجديد كل ما يحتاجه في مراحل “المهد”، لكن ماذا بعد أن خرجت أسنانه.. وماذا بعد عرض الذكريات؟
أسئلة حائرة عدة.. منها ما الجديد لدى القناة الذي باستطاعته أن يُبقي الجيل الحالي يتابعها باختياره وليس مجاملة للجيل السابق؟.. وحتى المشاهدون والمشاهدات من ذاك الزمن قد يصيبهم الملل من متابعة مسلسل أو حفلة غنائية أو برنامج شاهدوه قبل سنوات عدة، فحينها لحظة الإعجاب لا تتجاوز الدقائق قبل أن يغادروها باحثين عن عمل يجذبهم إلى الشاشة.
رسالتي إلى القائمين على الهيئة، إن وجدوا فيها ما قد يفيدهم، ضرورة تقديم أفكار جديدة، تجعل القناة متجددة على الرغم من أن في مضمونها “القِدَم”، فيكون الحفاظ على الإرث التلفزيوني بطريقة تواكب هذا الزمن حتى وإن كان هناك جهد مضاعف، فندرك أن لدى الهيئة الإمكانات البشرية القادرة على ذلك.
لا نريد من قناتنا الجميلة أن تتحول مع مرور الزمن إلى محطة يملأها الغبار، فلا أحد يتوقف عندها، ولنا في دبي زمان والريان وغيرهما من القنوات الخليجية والعربية خير مثال فقد أضحت حاليًّا “منسية”، فلم تمتد لها أيادي التطوير.
من بين الأفكار التي تجعل “الذكريات” مرتبطة بالواقع إشراك الضيوف من الممثلين والفنانين والإعلاميين والرياضيين وغيرهم من الموجودين حاليًا ليتحدثوا عمَّا وراء الذكريات، وكيف تم تصوير البرنامج، أو المسلسل حينها، وربطهم بالماضي بطريقة ذكية، فيكفي خروجهم، والمقارنة بالشكل لتكون مادةً جذابة، وأيضًا البحث عن كبار السن ومَن عاصروا الأجيال السابقة، وأن يُطلب منهم اختيار مادة يتذكرونها وعرضها.. هناك أفكار عدة من شأنها جعل القناة أكثر حيوية وتستطيع المشي ولا تركن إلى عالم النسيان، والاكتفاء ببث مواد من الأرشيف فقط.
ونثق في قيادات هيئة الإذاعة والتلفزيون بأن يجعلوا شمعة “الذكريات” مضيئة وتجابه رياح التطوير.